ضاقت بها الظروف ذرعا بعد أن بانت من طليقها بينونة كبرى إثر تطور الخلافات بينهما وبلوغها أروقة المحاكم. تقول السيدة صباح إن زوجها قدم إلى بلدها وطلب الزواج منها وأحضرها إلى المملكة إذ ظلت منذ حينها ترعى أبناءه الخمسة من طليقته السابقة وقد حصلت على الجنسية، ولم تشعر بالاستقرار في حياتها الزوجية منذ أن ارتبطت به واكتشفت أن الهدف من الارتباط بها يكمن في خدمة أبنائه بالدرجة الأولى، وتقول: تفاجأت بأني في مقام الخادمة لأبنائه منذ أن تزوجني ولم يكرمني إكرام الزوج لزوجته وتحملت ذلك الوضع المهين الذي أقحمني فيه، ولكن تصرفاته معي تزداد سوءا يوما عن الآخر، وقد رزقت منه بابني (12 سنة) وابنتي ذات التسع سنوات وقد رأياني أتعرض للضرب و الإهانة مرارا وتكرارا . تجهش بالبكاء وتستطرد قائلة: تحملت مرارة الحياة بجانب إنسان تضعف لديه مشاعر الإحساس بالآخر، ويزداد ألمي عندما أشعر بأن إحساسه بالمسؤولية مقتصر على أبنائه الخمسة ويعدني وأبنائي خارج إطار هذه المسؤولية، وكنت أصر على تحمل أسلوب الحياة المهين من أجل ولدي ولكن الحادث المروري الذي حصل لزوجي غير طريقة تفكيري إذ أن الحادث أسفر عن كشف سر خطير قد خبأه عني وأظهرت نتائج التحاليل إصابته بالإيدز نتيجة علاقات غير شرعية، فازداد خوفي على نفسي وعلى أبنائي وتقدمت بدعوى خلع ضده في المحكمة العامة، وقد حصلت على حكم بالطلاق الأخير إذ أنه سبق وطلقني طلقتين خلال سنوات زواجنا، وكان لي ما أردت وحصلت أيضا على حكم بحضانة أبنائي وتحمل الإنفاق عليهما، ولأني مطلقة لا أملك سوى معونة الضمان الاجتماعي التي لا تكفيني لإعالة أسرة وتحمل دفع الفواتير ومصاريف سيارات الأجرة التي استقلها لإيصال أبنائي من وإلى المدرسة كل صباح. وتضيف أقف مكتوفة الأيدي أمام دموع ابنتي الصغيرة التي تنهال كلما اشتد علينا الحال وتكلم الناس من حولي بسوء عني وعن أسرتي، وتساندني عمة أبنائي معنويا بين الفينة والأخرى ولا أجد في وضعي الصعب مخرجا آخر، وقد حاولت العمل في مركز تجميل ولكن الراتب أقرب ما يكون لمعونة الضمان مما يجعلني أصرف النظر عنه وأفضل البقاء في المنزل لرعاية أبنائي والاهتمام بشؤون دراستهما.