أكد مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب، انتهاء المرحلة الأولى من المسح الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة الذي ينفذه ويدشنه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بعد غد الأحد بمشاركة جهات صحية وعلمية وعالمية بهدف تقدير الأمراض النفسية في مختلف مناطق المملكة، وتقدير معدلات انتشار الحالات النفسية، ودراسة الأمراض المشتركة مع الحالات والاضطرابات النفسية، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض النفسية. وقال ل«عكاظ» أن برنامج المسح يشمل 10.000 مواطن ومواطنة فوق سن الخامسة عشرة تم اختيارهم بشكل عشوائي من كل أسرة يقع عليها الاختيار حسب توزيع العينة العشوائي الذي سيغطي كافة مناطق المملكة. وتحدث الدكتور الحبيب في البداية عن أبرز ملامح وأهداف المسح الوطني للصحة النفسية الذي ينفذ بمشاركة قطاعات صحية وجهات علمية وأخرى عالمية، موضحا أنه بدأ تطبيقه ميدانيا بحلول 2013م على عينة تشمل 10.000 فرد من السعوديين ذكورا وإناثا فوق سن الخامسة عشرة، تم اختيارهم بشكل عشوائي من كل أسرة يقع عليها الاختيار حسب توزيع العينة العشوائي الذي سيغطي كافة مناطق المملكة، وتتم مقابلة أفراد العينة وجهاً لوجه في منازلهم بواسطة فرق مدربة ومعتمدة من قبل خبراء المسح العالمي للصحة النفسية، وتكمن أهمية هذا المسح في أنه سيزود العاملين في الصحة النفسية ومتخذي القرار برؤية واقعية تساعد في توفير الخدمات اللازمة للوقاية والعلاج والتأهيل في المملكة، وهو يهدف إلى تقدير الأمراض النفسية في مختلف المناطق، وتقدير معدلات انتشار الحالات النفسية، ونمذجة الأسباب الفردية للحالات النفسية، ودراسة الأمراض المشتركة مع الحالات والاضطرابات النفسية، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض النفسية، وتقديم البيانات والمؤشرات للحالات النفسية لصناع القرار في مجال الصحة من أجل التخطيط الصحي واتخاذ القرارات الصحية. نتائج المسح وعن أبرز نتائج المرحلة الأولى قال: يتم حاليا تحليل البيانات ومن المتوقع الانتهاء من ذلك بنهاية شهر ذي القعدة، فيما ستبدأ المرحلة الثانية من المسح الوطني بعد رمضان المقبل. وتحدث الدكتور الحبيب عن كيفية تقييم انتشار الأمراض النفسية في المملكة، وعدد المستشفيات والعيادات التي تقدم خدماتها التشخيصية والعلاجية للمرضى، موضحا أن كل شخص من خمسة أفراد يعاني من عارض نفسي، وقد يكون بسيطا لا يستوجب التدخل الطبي والدوائي، وعلاج الأمراض النفسية يعتمد على أخذ التاريخ المرضي بشكل دقيق والوصول إلى تشخيصه بعد إجراء الفحوص الطبية والنفسية من قبل فريق متعدد التخصصات، وهناك 22 مستشفى و100 عيادة نفسية منتشرة داخل المستشفيات تقدم خدماتها التشخيصية والعلاجية على يد أطباء استشاريين، مع التنويه إلى انه لا توجد احصائية واضحة للأمراض النفسية في المملكة إلا ان المسح الميداني للأمراض النفسية الذي تشارك فيه الوزارة مع قطاعات أخرى سوف يساعد في رصد ومعرفة حجم الأمراض ومدى انتشارها واتخاذ القرارات المساعدة لذلك. أسباب الإصابة وحدد الدكتور الحبيب أسباب الإصابة بالأمراض النفسية، منها العوامل الوراثية والبيئية والاقتصادية وضغوطات نفسية مع الاستعداد للإصابة بالمرض النفسي وأحياناً كثيرة يصاب البعض بالأمراض النفسية دون وجود سبب واضح أو محدد، وبين أن الاضطرابات النفسية تعتبر من أكبر المشكلات الصحية في المجتمع على مستوى العالم، حيث يمتد تأثيرها ليشمل كل الأعمار والثقافات والمستويات المادية. واختتم مدير عام الصحة النفسية حديثه ل«عكاظ» قائلا: تشير التقديرات إلى أن 450 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية، ولاحظت منظمة الصحة العالمية وجود فارق كبير بين المعروض من الخدمات الصحية في هذا المجال وبين الطلب عليها فقررت أن تبدأ بمبادرة المسح العالمي للصحة النفسية بالتعاون مع جامعة هارفارد، الذي يسعى لقياس مدى انتشار الأمراض النفسية وتحديد العوامل المسببة لها، ونتائج علاجها، وأجري المسح العالمي للصحة النفسية في 26 دولة حتى الآن وتنفذ المملكة برنامج المسح الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة على غرار المسح العالمي، بهدف تقدير حجم الاضطرابات النفسية في شتى مناطق المملكة ومقدار الإعاقة الناجمة عن تلك الاضطرابات.