ينتظر ساير لافي الرشيدي تنفيذ القصاص خلال أيام، بعد أن رفض أولياء الدم التنازل بعد محاولات عديدة كان آخرها من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم بداية هذا الأسبوع. ورغم ذلك لا يزال ساير يأمل تنازل أولياء الدم، وعُرف عنه أنه أحد الناشطين في الدعوة في شعبة سجن بريدة، وأسلم على يده أكثر من 20 سجينا من المقيمين خلال عامين وأربعة أشهر، فيما كانت له جهود في الشفاعات للمحكومين بالقصاص من داخل السجن عبر التواصل مع أهل الخير، ومنها تواصلة مع «عكاظ» لنشر قضيتين لمساجين أحدهما أفرج عنه بعد إكمال المبلغ. وعلمت «عكاظ» أن المحاولات ما زالت قائمة لإقناع خالة شقيق والدة ساير وزوج عمته بالتنازل عن تنفيذ القصاص، وقال ساير ل «عكاظ» من داخل سجن بريدة هاتفيا: «إن رجائي بالله كبير ثم بوجاهة أبناء هذا البلد ورجال العلم وكبار أفراد القبيلة من أجل إنهاء القضية قبل تنفيذ القصاص». وأرسل عبر «عكاظ» رسالة إلى أقربائه أسرة القتيلين «يعلم الله أنني أعيش ندما وألما على ما حدث، وخسرت اثنين كانا لي بمثابة الإخوة الصغار، في لحظة حضر فيها الشيطان، بعد أن طال جدل لم أكن اتمناه، وأحلم أن أعود طليقا إلى أبنائي الذين أشعر بفقدهم كما يشعرون بذلك، وأرجو أن يكون الصفح سمة أهل الدم، وأقول لخالي وعمتي وأسرة القتيلين إنهم أخوالي وأعمامي وأنسابي، وأتطلع لتنازلهم». وأضاف، في داخل السجن تشرفت بخدمة ديني، وأسلم على يدي بفضل الله 37 شخصا، كما تشرفت بإقامة إفطار صائم يومي الخميس والاثنين من كل أسبوع، وأسست مدرسة مصغرة لتعليم السجناء الأجانب اللغة العربية بهدف قراءة القرآن، إضافة لذلك ألقي درسا يوميا للمصلين في مسجد العنبر. من جانبة أكد الشيخ محمد الغضية الداعية المعروف وعضو الدعوة في سجن بريدة، أن ساير الرشيدي أحد النماذج المميزة، فقد ساهم في دعوة عدد كبير من السجناء من غير المسلمين. من جانب آخر، نظم عدد من أفراد أسرة ساير دعوة من أجل إقناع أهل الدم بالتنازل، ويتوقع أن يلتقي كبار الأسرة بوالد وأشقاء القتيلين، وعلمت «عكاظ» من أحد المتابعين للقضية أنها بدأت عندما اعتدى أثنان من أبناء خال ساير على والده، نتج عنه طعن شقيقه، ومن ثم اعتراضه، ما أدى لاندلاع مضاربة بالسكاكين، ومع تطور المضاربة توفي الاثنان، فيما حكم على اثنان من أشقاء القتيلين بالسجن بعد اعتدائهما على والده وأخيه، وتنازل والد ساير عن أبناء شقيقته، ووافقت العائلة على مغادرة محافظة النبهانية وترك منازلهم وأعمالهم بناء على طلب أولياء الدم، وما زالت الجهود قائمة لإنقاذ رقبة ساير في شعبة سجن بريدة.