تشفع سجين في سجن بريدة، لزميله محكوم عليه بالقصاص، عله ينال تفاعل الخيرين، لإكمال الدية التي رضي بها ذوو القتيل. وفيما تناسى السجين الذي يكنى ب«أبو لافي» هموم بقائه وراء القضبان، اعتبر أن الشفاعة واجبة لزميله متمنيا تدخل الخيرين، لعله يجد من ينهي أمر ديته، خاصة أنه من الملتزمين وحافظ لأجزاء من كتاب الله تعالى ويؤمهم للصلاة. وشرح أبو لافي ل«عكاظ» تفاصيل زميله السجين الذي يحتاج لمساعدة، إذ إنه شاب يبلغ من العمر 22 عاما محكوم بالقصاص، يقبع في السجن منذ 5 سنوات، إلا أن تدخل أهل الخير اقنع والد القتيل بالتنازل مقابل الدية التي اشترط أن تكون مبلغا كبيرا. وأوضح أن طول انتظار الشاب عبدالله بات يؤثر على معنوياته، وفيما دل أبو لافي «عكاظ» على رقم والد الشاب، بين والد عبدالله ساير بن علي الرشيدي الذي يسكن شمال بريدة، أن المتبقي من الدية يصل إلى 550 ألف ريال، مؤملا تكملة المبلغ حتى تنتهي معاناة ابنه ويهنأ برؤيته وسط أسرته، مشيرا إلى أن تفاصيل القضية التي حكم بموجبها ابنه، تعود عندما دخل في مشاجرة وهو ابن 17 عاما، إذ سيطر عليه الشيطان ليقتل خصمه، ويصدر الحكم عليه بالقصاص، إلا أن تدخل الخيرين والأفاضل أقنع ذوي القتيل بقبول الدية التي حددها والد القتيل بمبلغ 10 ملايين ريال، ونجحت وساطة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم في إقناعهم بخفض المبلغ إلى النصف، واكتفوا بقيمة 5 ملايين ريال، سدد منها فاعل خير عن طريق أمير القصيم مبلغ مليون ريال، وتوفير مليون أخرى عبارة عن قيمة منزلين تم التنازل عنهما لوالد القتيل، فيما أسفر تفاعل متبرعين وأهل خير مع القضية عن جمع 2.450 مليون ريال، حيث تم فتح حساب رسمي عن طريق إمارة المنطقة بموافقة وزارة الداخلية، ليتبقى من المبلغ 550 ألف ريال فقط، في حال سدادها سيتم إكمال الدية وخروج ابني. وأشار عم السجين سيار الرشيدي إلى أنهم بذلوا كل ما يستطيعون، كما تفاعل أهل الخير وفي مقدمتهم أمير المنطقة وبقي المبلغ الأقل، «وكلنا أمل في مزيد من التفاعل لإنهاء المعاناة».