دفعت عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، من رحلته العلاجية سالماً معافى، سيدة سعودية إلى التنازل عن قاتل زوجها، أمس، في محكمة حائل، بعد أن قضى القاتل في السجن عامين لرفض ذوي القتيل التنازل عن حقهم في القصاص. وفاجأت السيدة (35 عاماً) ناظر القضية في محكمة حائل، وذوي القاتل والقتيل، بإعلانها التنازل عن دم قاتل زوجها، مرجعةً سبب التنازل - على رغم مرور عامين على التقاضي في أروقة المحاكم، وإصرارها على القصاص - إلى «فرحها بعودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، سالماً معافى بعد رحلة علاج استمرت نحو عام» بحسب ما نقل قريبها. واعتبرت تنازلها «شكراً لله - سبحانه وتعالى - على عودة ولي العهد سالماً إلى أرض الوطن». وتلقى قاضي المحكمة والحضور في جلسة الحكم، تنازل الزوجة ب «فرح غامر»، وبخاصة أن جهود الوساطة لإيجاد حل يبعد القاتل عن سيف القصاص لم تؤت ثمارها خلال سنتين. وطالت حال «الفرح» والدة القاتل، التي لم تحضر الجلسة، ووصلها خبر عتق رقبة ابنها من الموت، وهي في منزلها، لتبتهل إلى الله شكراً مرتين، لتشافي ولي العهد من المرض، الذي أسهم في إنقاذ ابنها من الموت. كما عبّرت وبقية أفراد أسرتها، عن شكرهم لزوجة القتيل وأسرتها على هذه «البادرة الإنسانية النبيلة». وتعود تفاصيل القضية إلى عام 1428ه، حين وقع سوء فهم بين القاتل ش. الرشيدي (19عاماً) والمقتول فواز البقعاوي (35 عاماً). وذكر سلطان الحميدي (أحد أفراد أسرة القتيل)، أن «الرشيدي والبقعاوي، كانا صديقين، وكثيراً ما يقضيان الوقت معاً»، مبيناً أن «خلافاً وقع بينهما، تطور إلى ثورة غضب تلبست الرشيدي، الذي أقدم في يوم لاحق على قتل البقعاوي رمياً بالرصاص». وأوضح أن القضية «ظلت مُعلقة في محكمة حائل طوال العامين الماضيين، من دون أن تسفر عن نتيجة، غير المطالبة بإيقاع القصاص على القاتل»، مضيفاً أن «الطرف المُصر على القصاص كان زوجة القتيل، إضافة إلى أخويه». وقال الحميدي: «إن الزوجة أعلنت في حضور القاضي وذوي العلاقة، إعلانها التنازل عن القاتل، وسط ذهول الجميع. كما أن أخوة القتيل وافقوها على طلبها، وبخاصة بعد أن عرفوا السبب وراء التنازل، والمتمثل في مناسبة عودة ولي العهد إلى الوطن سالماً». وأشار إلى أن القتيل البقعاوي، مضى على زواجه سنوات عدة، إلا أنه لم يرزق بأبناء. وأوضح أن سبب طلب تنازل الزوجة، إضافة إلى أشقاء القتيل، «يعود إلى وفاة والده، وهو ما يجعل الأخوة والزوجة أولياء للدم». وكان القتيل يعمل في القطاع العسكري، إلى أن وافته المنية قبل عامين. وينتظر القاتل (الرشيدي) الذي يقبع في السجن، صدور (صك التنازل) ليفرج عنه بعد أن يُنهي الحق العام. وأشار الحميدي إلى أن إجراءات التنازل وكتابة صك العفو «بدأت منذ إعلان تنازل الزوجة، إلا أنها ستأخذ وقتاً حتى الانتهاء منها. وعلى رغم تأخر الإجراءات، إلا أن الأمر المهم وقع، والمتمثل في التنازل عن القاتل، وعتق رقبته لوجه الله وفرحاً بشفاء سلطان الخير».