تحول سور مقبرة الجزائر بالعاصمة المقدسة إلى كشكول للكتابات والرسومات والذكريات من قبل المراهقين الذين لم يراعوا حرمة الموتى، بالإضافة إلى تكدس النفايات بجواره وأبدى عدد من أهالي الحي استياءهم من تجرؤ بعض المراهقين للكتابة على سور المقبرة، مؤكدين أن الجهات المختصة من المفترض أن تمحو تلك الكتابات وتهتم بإزالة النفايات من جوار السور. وقال مصعب الحربي: «ندعو الجهات المختصة إلى الحفاظ على حرمة المقابر بصيانتها دوريا أو تكليف حراس لإيقاف عبث المراهقين عن الكتابة على جدران المقابر دون مبالاة منهم لحرمة الأموات، وقال: «حتى المرافق العامة لم تسلم من عبث المراهقين كما أنهم يشوهون اللوحات الإرشادية». ووصف الحربي أصحاب تلك الرسومات والكتابات بالعابثين داعيا إلى معاقبة كل من يتم ضبطه يعبث بالمرافق العامة، مبينا أن ظاهرة الكتابة على الجدران أصبحت منتشرة على جدران المنازل والمرافق العامة ولم تسلم حتى مقابر الموتى من عبث هؤلاء المراهقين. وقال سالم اللهيبي: «إن ظاهرة الكتابة على جدران المدارس ودورات المياه وكذلك على جدران المنازل أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ، مما جعل أصحاب الممتلكات يتذمرون بما يواجهونه من خسائر مالية نتيجة طلاء منازلهم حتى يتخلصوا من تلك الرسومات أو الكتابات» . وأضاف قائلا: «الغريب في الأمر أن هؤلاء العابثين لم يكتفوا بتشويه جدران المنازل بل امتد عبثهم إلى أسوار المقابر حتى أصبحت شبيهة بالكشكول دون مراعاة منهم لحرمة الموتى، لذا أطالب الجهات المختصة بالحد من هذه التصرفات العابثة» . وأوضح التربوي أحمد المطرفي أن سلوكيات الكتابة على أسوار المقابر يجب التخلص منها بالطرق العلاجية إذ إن الشخص هنا يعبر عن مرئياته بطريقة الكتابة أو الرسومات رغم أن بعضهم موهوب في الرسم. وأبان أن طرق العلاج تتمثل في إتاحة الفرد للتعبير عن ما يجول في خاطره وفق الضوابط الشرعية بعيدا عن التخريب أو الكتابة على جدران المنازل والمرافق العامة، بل يخصص لهم أماكن للكتابة لكي يعبروا عما يجول في دواخلهم بطريقة سليمة فيها. وفي المقابل أوضح الشيخ خالد الرميح المدير العام لهيئة المسلمين الجدد والاستشاري التربوي أن التعبير والتنفيس عن النفس وإخراج الأشياء المكبوتة لديهم هو لإظهار ميولهم.. علما بأن هذا المظهر غير حضاري مما يساعد على تشويه الشوارع وكذلك المنازل والمدارس، مبينا أنه لابد من التعامل مع هذه التصرفات بطرق تربوية من النصح والإرشاد والتوجيه واستخدام الثواب والعقاب. ودعا الجهات المعنية إلى وضع لوحات إرشادية في الأماكن العامة التي يستغلها الشباب في الكتابة، كما دعا الأمانة إلى وضع أماكن مفتوحة عامة وليس مغلقة ليظهر فيها الشباب مواهبهم في الرسم والكتابة».. تقليم الأشجار في موازاة ذلك أوضح مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة ل «عكاظ» أن إدارته سوف تتابع تصرفات بعض الشباب الذين يسودون جدران المرافق العامة والمقابر، وأنه سيتم إزالة الكتابات والرسومات من على جدران مقبرة الجزائر.. وتنظيف المنطقة المحيطة بها، إضافة إلى تقليم الأشجار التي تنمو فيها بكثافة».