لم تمنع الطرق التقليدية القديمة التي شيدت بها حظائر الإبل المنتشرة على طريق مكةجدة القديم الحجاج من زيارتها وشرب حليب النوق والتصوير معها. وبينما طالب البعض بالاهتمام بتلك الحظائر ووضعها في مواقع آمنة تمكنها من مزاولة بيع الحليب بطرق منظمة وسليمة، خصوصا أنها تحظى بإقبال كثيف من الحجاج، أعلنت أمانة العاصمة المقدسة توجه عدد من الجهات الحكومية لإقامة أكشاك لبيع الحليب بعيدا عن حرم الطريق لسلامة المستهلكين. وبين الحاج ناظم من تركيا أنه حرص على مشاهدة الإبل ومحاولة شرب كمية بسيطة من حليبها، إلا أنه لم يستطع إكمال ذلك لعدم اعتياده على الطعم، متمنيا أن يقدم الحليب في مواقع أفضل يراعى فيها توافر اشتراطات السلامة، وتحتوي على كراسي وطاولات نظيفة للاستمتاع بمشاهدة الإبل وشرب حليبها بعيدا عن الذباب والرائحة الكريهة. واقترح المواطن سالم الحربي الاهتمام بتلك الحظائر، ووضعها في مواقع تمكنها من مزاولة نشاطها وفقا للاشتراطات الصحية، خصوصا أنها تحظى بإقبال كثيف من المواطنين وضيوف الرحمن. في حين أكد محمد سليمان الذي يعمل في تربية الإبل منذ نحو 10 سنوات أنه يحرص على تنظيف يديه قبل حلب الإبل، ويستخدم أكوابا بلاستيكية لضمان سلامة ونظافة الحليب، لافتا إلى أن الحجاج يفضلون أن يكون الحليب طازجا ويحلب من الناقة أمامهم. وذكر أن الحجاج يرتشفون في بادئ الأمر كمية بسيطة منه ويقولون إن طعمه مر، مؤكدا أنه لم يتعرض أي حاج لمشاكل صحية بعد تناوله الحليب من نياقه. إلى ذلك، أفاد مربي الإبل أحمد مهدي أن النوق المريضة لا يتم حلبها خوفا على صحة الحجاج، مبينا أنه يحمل شهادة صحية بسلامته من الأمراض، موضحا أن كوب الحليب يباع بسعر ريالين إلى خمسة ريالات وفقا لعدد الحجاج. في المقابل، أكد مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم الفوتاوي أن لجنة مكونة من أمانة العاصمة المقدسة ووزارة الزراعة والمياه والجوازات تمسح مناطق بيع حليب الإبل باستمرار، لمتابعة سلامة الإبل وخلوها من الأمراض، والتأكد من استخدام المواد البلاستيكية من عبوات وأكواب في تجميع الحليب وتخزينه، إضافة إلى التأكد من حصول الراعي على شهادة صحية. وبين أنه جرى مصادرة مجموعة من الأدوات غير الصحية المستخدمة في استخراج الحليب وجمعه، وترحيل العامل المخالف لتعليمات الصحة، كاشفا توجه عدد من الجهات الحكومية لإقامة أكشاك لبيع الحليب بعيدا عن حرم الطريق لسلامة الراغبين في شرب حليب الإبل.