أكد مواطنون في منطقة عسير أن باعة حليب النوق الذين ينتشرون في طريق الواديين والفرعاء في أبها، يحقنون الإبل بإبر هرمونية لدر الحليب بشكل يومي ودون انقطاع، وهو ما قد يتسبب بأمراض لشاربي الحليب، وطالبوا بتدخل الجهات المعنية لمراقبة هذه التجارة والتصريح لها وفق الاشتراطات الصحية. وذكروا أن باعة الحليب يستخدمون أواني ملوثة ومكشوفة وعرضة للغبار والأوساخ والرذاذ المتطاير من مخلفات الحظائر، في حين يرد الباعة على هذه الأقاويل بالتأكيد على أن نياقهم محصنة وأدواتهم التي يستخدمونها في بيع الحليب نظيفة ومعقمة. ويطالب محمد الشهراني بتنظيم ومراقبة وتحصين تلك الحظائر والإبل بشكل دوري، وإلزام ملاك الإبل باستصدار تصاريح لممارسة بيع الحليب والاستفادة منه بشكل صحي وسليم، يقول «تنظيم هذه التجارة سيكون علامة مميزة للجميع لكي يعرف أن هذه النياق محصنة ونظيفة وكذلك العمال والأواني المستخدمة». ولا يكتفي رعاة الإبل بالترويج للحليب، فهم يبيعون بول الإبل ويؤكدون أنه يقي ويشفي العديد من الأمراض وخاصة الأمراض الجلدية التي يعجز عنها الطب الحديث، ويبيعون كذلك روث الإبل الذي يستخدم في تسميد الأراضي الزراعية وغيرها من الاستخدامات.ويقول المواطن محمد سعيد القحطاني إن باعة الحليب يستأجرون الناقة من صاحبها بمبلغ شهري، ويستثمرونها في بيع الحليب، وفي حال لم تدر الناقة حليبها يحقنونها بالإبر الهرمونية، وهذا يتسبب في اختلاط الحليب بالدم المسمم، وبالتالي التسبب في الأمراض، كالحمى المالطية والالتهاب الكبدي والتسمم والغثيان. ويضيف «هناك من يستخدم بعض الأدوية لمكافحة الجرب أو الأدوية المضادة للالتهابات، ورغم أن استخدام هذه الأدوية يتطلب عزل الناقة عن بقية الإبل والتوقف عن حلبها لمدة 15 يوما، غير أن هؤلاء الباعة يحلبون النياق وهي ملقحة بالأدوية». وطالب القحطاني بتشديد الرقابة على مواقع بيع حليب الإبل وإلزام العاملين فيها باستصدار شهادات صحية تثبت خلوهم وخلو إبلهم من الأمراض، إلى جانب تقديم الإرشادات والتوجيهات الصحية لهم من قبل المراقبين الصحيين، ووضع عقوبات رادعة بحق المخالفين.