أبرز الباحثون المشاركون في مؤتمر «المساجد ودورها في إصلاح المجتمع» في جلسات الأمس في العاصمة الغابونية «ليبروفيل»، أثر رسالة المسجد في نفوس المسلمين، وصياغة أفكارهم، وتوجيه اهتماماتهم، مؤكدين على أهمية تقوية هذه الرسال التي تقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة وتوجيه المسلمين وتربية الأجيال، موضحين أن تقوية رسالة المسجد تحتاج إلى ثلاثة أمور أساسية هي: الدعاة المؤهلون والمتدربون على تنفيذ مهام الدعوة وواجباتها، والإحسان في مخاطبة المتلقين. ودعوا إلى التعاون والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية والمجالس العليا للشؤون الإسلامية في بلدان أفريقيا والعمل على تنفيذ برامج مشتركة لتقوية رسالة المسجد، وإيجاد صناديق تمويلية للمساجد تشرف عليها المجالس العليا للشؤون الاسلامية، وإنشاء أوقاف لكل مسجد ولا سيما المساجد الكبرى التي يؤمها الشباب. وأكدوا على ضرورة النهوض بالعمل المسجدي، ورعاية المساجد رعاية كاملة لتجذب إليها الناس، ولتكون أنموذجا صالحا للعبادة والتدريس والتوجيه. ودعا المشاركون إلى اعتماد المبادئ التي قررها مؤتمر «رسالة المسجد» الذي عقدته الرابطة في مكةالمكرمة عام 1396ه، وتعميمها على المجالس العليا للشؤون الإسلامية في أفريقيا، للاستفادة منها في تطوير العمل المسجدي، موضحين ضرورة التعاون مع الهيئات التابعة للرابطة في تطوير أعمال المساجد. وألمحوا إلى الكثير من القائمين على المساجد في أفريقيا من مشرفين وأئمة وخطباء ودعاة ووعاظ ومرشدين يحتاجون إلى تأهيل وتدريب، مقترحين أن يتم تدريبهم في معهد الأئمة والدعاة التابع لرابطة العالم الإسلامي، وربطوا بين رسالة المسجد وتأهيل العاملين لإحيائها في المجتمع المسلم. وأشاروا إلى أن مهمة مدرس الدين الإسلامي في المدارس والمعاهد الإسلامية الخاصة أو الحكومية متصلة بهمة الإمام والخطيب والداعية والواعظ، ولذا ينبغي أن تحقق من خلال القواسم المشتركة استراتيجية موحده ينفذها المسؤولون عن الدعوة والتثقيف في المساجد والمسؤولون عن مؤسسات التعليم. ورأوا ضرورة التعاون مع الهيئات الإسلامية العالمية للتعليم التابع لرابطة العالم الإسلامي والتي افتتحت عددا من المؤسسات التعليمية والمكاتب التابعة لها في بعض دول أفريقيا وآخرها المجمع الذي أنشأته في ولاية سكوتو النيجيرية. من جانبه، أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن «الانحسار الحضاري للمسلمين في هذا العصر سببه بعدهم عن دينهم وتراجع التأثير الديني في الكثير من مجالات حياتهم، ومن أجل هذا رغبت الرابطة بالإسهام بهذا الدور المؤثر للمسجد بعقدها هذه الندوة حيث تمت دعوة العلماء والمتخصصين والباحثين لمناقشة دورة المسجد في إصلاح المجتمع».