توقعت الطفلة رهام، التي حقنت بدم ملوث بالإيدز، عودتها إلى قريتها مزهرة بمنطقة جازان بعد شهر تقريبا، وطمأنت عبر «عكاظ» كل من يسأل عنها بأنها تتمتع بصحة جيدة، وأنها تنتظر نتائج آخر تحليل طبي وبعدها ستغادر المستشفى عائدة إلى أهلها ومسقط رأسها، وأشارت إلى أنها تحمل مشاعر الود لصديقاتها ومعلماتها اللاتي آزرنها أثناء محنتها. وقالت رهام ل«عكاظ» هاتفيا: «سأتجاوز بمشيئة الله محنتي مهما كانت نتائجها، لأنني أؤمن أنه لن يصيبني إلا ما كتب الله لي»، مشيرة إلى أنها اشتاقت لقريتها وصديقاتها وتتواصل معهن يوميا، مضيفة أرسلت جهاز بلاي ستيشن لإخواني وصديقاتي من باب الوفاء لأظل معهم على تواصل يتذكرونني كلما مارسوا اللعبة. من جهته قال هاشم حكمي خال رهام «إن الطبيب المباشر لحالتها طمأننا، بعد ظهور نتائج التحاليل من أمريكا»، مشيرا إلى أنها ستتحسن، وأن نسبة شفائها من المرض بنسبة 70 في المائة عن السابق، واستدرك «لا ندري هل هذه المعلومات حقيقية أم مجرد تطمينات»، موضحا أن رهام ستحقن قريبا بمحلول مقاوم للفيروس سيدخلها في غيبوبة لفترة قصيرة. وكشف أن إدارة المستشفى أبلغتهم أنه لا يمكن خروج رهام من المستشفى إلا بعد أن يتم تجهيز منزلها وتأمين غرفة مستقلة لها، تكون مزودة بأدوات صحية متكاملة، وهو الأمر الذي تكفل به عدد من أقاربها في القرية وسيتم الانتقال إليه في حال عودتها من العاصمة الرياض، لافتا إلى أن رهام ما زالت تتلقى الهدايا وكان آخرها تأمين مسكن مجاني لوالدها وسيارة خاصة من قبل أحد المبتعثين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. «عكاظ» زارت أمس قرية مزهرة مسقط رأس الطفلة رهام حكمي، والفتاة فاطمة التي رحلت بسبب خطأ طبي على حد زعم أقاربها، وكان الهدوء يخيم على أرجائها وعانق الظلام أزقتها، فبدت شوارعها وممراتها الضيقة تحاكي واقع الفاجعة المؤلمة التي لحقت بحال الطفلة رهام ضحية الإيدز ووفاة فاطمة. وأجمع إخوان رهام على أنهم افتقدوا ابتسامتها وقالوا بصوت واحد «نشتاق لك يا رهام وننتظر عودتك بفارق الصبر، فالمكان اشتاق إليك وقلوبنا تشتاق إليك، ولا نملك إلا الدعاء لك بأن يخفف الله عنك ما أصابك، وأن يعيدك إلينا سالمة». يقول شقيقها الطفل محمد حكمي «أصبحت وحيداً بعد فراقها عني وافتقدت حسها في المنزل واتصلنا عليها للاطمئنان على صحتها، وأفادتنا أنها في صحة وعافية وتتلقى العلاج، وهذا أفرحني كثيرا ودعوت الله لها بالشفاء العاجل لتعود إلينا وبين أهلها لنعود كما كنا مع بعض في السابق». وقال شقيقها الآخر أصيل حكمي «أصحو من نومي في هذه الأيام وأنظر إلى سريرها ولا أجدها كما اعتدت عليها، إذ كانت تأخذ حقيبتها أمامي وتذهب معي للمدرسة في وقت واحد برفقة والدي، والآن أصبحت وحيدا بعيدا عنها». وأشار شقيقها ريان حكمي إلى أنه يتواصل معها هاتفيا للاطمئنان على وضعها.