كشف ل«عكاظ» قائد طيران الأمن بوزارة الداخلية اللواء محمد الحربي، عن التوجه في المستقبل لإنشاء قاعدة دائمة للطيران العمودي في منطقة جازان، ضمن مشروع كبير قيد الدراسة حاليا يشمل العديد من مناطق ومحافظات المملكة. وبين أن هذا المشروع يعكس اهتمام الدولة بأحوال المواطنين والحرص على سلامتهم، ويؤكد حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، على تطوير قدرات الأمن، لافتا إلى أن سموه يتابع سير العمليات الإنقاذية ويحث على تكثيف الطلعات الجوية تأمينا لسلامة المواطنين والمقيمين وتقديم العون والمساعدة لهم. وقال اللواء الحربي: «إنشاء أي قاعدة ليس بالأمر الهين، لأن الأمر يحتاج لمتطلبات كثيرة تتمثل في صيانة الطائرات، وتأمين قطع الغيار، وكادر فني، وهناجر لحماية الطائرات من العواصف». وأكد أن طائرة الأمن التي شاركت في عمليات الإنقاذ وإيصال المؤن لبعض الأسر المتضررة جراء أمطار وسيول المنطقة الجنوبية، لم تتأخر في تحديد موقع جثة الفقيد الجندي أول محمد الجابري، أحد أفراد حرس الحدود، الذي جرفته السيول بوادي عنا بجبال قيس في جازان. وأوضح أن الطائرة تقلع بمجرد تلقي البلاغ ويستغرق وصولها من قاعدة الطيران في منطقة عسير من 30 إلى 35 دقيقة، وقد وصل البلاغ متأخرا، لأن أهالي المفقود لم يبلغونا إلا بعد اليأس من العثور عليه، وقد يردنا البلاغ في بعض الأوقات بعد 24 ساعة من فقدان بعض الأشخاص. وأضاف أن الطائرات تواجه أحيانا صعوبة في العثور على بعض الأشخاص خاصة أن الجثث تكون مطمورة بحشائش أو مواد طينية، ولأن الطائرة تكون على علو مرتفع ولا يمكن لها التمييز بين جثث المتوفين بحكم طبيعة الأرض الزراعية أو الرملية، مشيرا إلى أن الفرق الأرضية تجد صعوبة أيضا في ذلك فتلجأ لاستخدام العصي وغرسها في الأرض للبحث عن الجثث المطمورة جراء السيول، وبين أن الطائرات تواجه صعوبات أحيانا في أداء مهامها بسبب الأحوال الجوية، وهو ما حدث بالفعل أثناء مشاركتها في عمليات الإنقاذ في المنطقة الجنوبية، حيث توقفت بعض العمليات. وأوضح أن طيران الأمن نفذ مجموعة طلعات جوية للمشاركة في عمليات الإنقاذ وتقديم العون في المناطق الجنوبية تصل في مجموعها إلى 43 ساعة، أسهمت في نقل 87 شخصا، وتقديم العون والمساعدة لأكثر من 659 أسرة، إضافة لتوزيع السلال الغذائية وتشمل مواد غذائية وأدوية، وبعض الاحتياجات الضرورية، مبدياً رضاه التام عن مشاركة الطيران التي انتهت أمس الأول.