يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الليلة، حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها لعام 2013م، والذي تقيمه الأمانة العامة للجائزة في القاعة الكبرى للاحتفالات بمركز الفيصلية بالرياض. ويكرم ولي العهد الفائزين بالجائزة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة الجائزة، والذي أعلن منتصف ربيع الأول الماضي أسماء الفائزين بالجائزة للعام الحالي، حيث حصد الشيخ رائد صلاح محاجنة (فلسطين) جائزة خدمة الإسلام، وحجبت جائزة الدراسات الإسلامية التي كان موضوعها (الدراسات الجنائية التي تناولت الفقه الجنائي الإسلامي) لعدم توفر الأعمال المرشحة لمتطلبات الفوز، وحصل مجمع اللغة العربية (مصر) على جائزة اللغة العربية والآداب وموضوعها (الجهود المبذولة من المؤسسات العلمية أو الأفراد في تأليف المعاجم العربية)، وحصد مناصفة كل من الدكتور جيفري فريدمان ودوجلاس كولمان (أمريكا) جائزة الطب وموضوعها (العوامل الوراثية للبدانة)، وحصد مناصفة كل من الدكتور بول كوريم (كندا) والدكتور فيرينك كروز (النمسا) جائزة الفيزياء. وحول جائزة الملك فيصل، أكد الفائز بجائزة خدمة الإسلام الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل فلسطينالمحتلة عام 1948 أن منحه جائزة الملك فيصل رحمه الله، تحمله مسؤولية أكبر من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، وحماية القدس والأقصى وكافة المقدسات في فلسطين. وأعرب عن أمله في أن يواصل دوره حتى يكون على مستوى هذه الجائزة، مؤكدا أن هذه الجائزة لها أهمية وميزة خاصة وذوق خاص؛ لأنها جاءت من بلاد الحرمين الشريفين. وردا على سؤال حول المطلوب لمواجهة المخططات الإسرائيلية في تهويد القدس وتدنيس المقدسات، قال الشيخ رائد صلاح بشكل واضح أن من يقرأ سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي اليوم يجد أنه يتبنى خطة للتعجيل بتهويد القدس المباركة، كما يتبنى خطة بالتعجيل لتقسيم المسجد الأقصى تقسيما باطلا، داعيا من وراء ذلك إلى تحقيق حلم باطل، وهو بناء هيكل أسطوري مكان المسجد الأقصى. وأضاف الشيخ رائد صلاح «إننا ندرك كل هذه التفصيلات التي يقف وراءها الاحتلال الإسرائيلي، فلذلك أنا على قناعة أن الأمة المسلمة والعالم العربي اليوم مطالبان بتبني خطة للتعجيل بنصرة القدس ونصرة المسجد الأقصى المبارك وتبني كافة الوسائل المشروعة على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الدبلوماسي وعلى صعيد الدعم المالي». واكد أن المطلوب من أمتنا العربية والإسلامية هو تحرك جماهيري وخطة إعلامية على الصعيد المحلي والدولي؛ من أجل التعجيل بزوال الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي للقدس ولكافة أرضينا المحتلة، وذلك حماية للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من دنس الاحتلال. من جهة أخرى، أوضح رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الدكتور حسن الشافعي أن فوز المجمع بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية وآدابها يعكس الاهتمام من قبل القائمين على الجائزة بدور المجمع اللغوي في تأصيل والحفاظ على لغة القرآن الكريم، وأن هذا التكريم هو في الأساس تكريم للغة العربية والمتحدثين بها والمحافظين عليها، مبينا أن جائزة الملك فيصل العالمية تشرف من ينالها؛ لأنه يقوم عليها علماء ومفكرون يتمتعون بالحيادية والموضوعية وليس لها غرض سوى تشجيع العلم والعلماء، وتعكس في مضمونها وسطية الإسلام وتشجيعه للعلم، سواء جاء من قبل مسلمين أو غير مسلمين، وهى جائزة حيادية دون غيرها من الجوائز التي يكون لها غايات أخرى، ومن هنا اتسمت هذه الجائزة بالعالمية. وأضاف أن الاعتناء بالمجمع اللغوي يعكس حرص القائمين على الجائزة على تدريس والاهتمام بالعلوم اللغوية، مشيرا إلى أن مثل هذه الجوائز تحرك الذات الحضارية العربية لبعث نهضة كاملة وانطلاقة شاملة في العلم والسياسة والاقتصاد. وأوضح الشافعي أن مجمع اللغة العربية يضم بين أعضائه وخبرائه مجموعة من أنضج رجالات مصر والعالم العربي علميا في كافة التخصصات المتعلقة باللغة العربية، والمجمع عمله في صميم الحياة العلمية والفكرية والاجتماعية. وحذر الشافعي من أن مرضنا الأساسي أننا لا نحترم اللغة العربية، وبعض المثقفين يتعلل بعدم تعلمه قواعد النحو وهذا خطأ، ونحن نقول بوجوب تعلم اللغة الأجنبية، لكن بعد أن يتمكن الطفل والنشء من لغته الأصلية القومية وهى اللغة العربية، أما أن يهمل تعليم العربية في المدارس والجامعات ولا يعرف الشاب من لغته وتراثه شيئا، فهذا خطر كبير جدا، وهذا انقطاع عن العربية وعن لغتنا الأصلية. وقال الشافعي إن اللغة العربية لا ترقى إلا بنهضة مجتمعية، واللغة العربية عندما عمت الشرق الأدنى كانت عبارة عن حركة حضارية شاملة لها رؤية للحياة ورسالة، فهذه الحركة التحررية الشاملة الحضارية هي التي حملت اللغة العربية إلى هذه المناطق الإفريقية والآسيوية، ونحن يحق لنا الاعتزاز باللغة القومية كما يفعل الفرنسيون، كل من يستخدم كلمة واحدة غير الفرنسية من الزعماء والسياسيين غير الفرنسية يعاقب سياسيا أو ماليا، وسنلجأ بعد حين إلى استخدام القانون ضد كل من ينتهك حرمة اللغة العربية، سواء كانت فضائيات أو محال أو صحفا أو غيرها، وسنحاسب المخالفين قضائيا وتنفيذيا، فالدستور المصري ينص على أن مصر لسانها العربية وجزء من الأمة العربية، ولا أظن أن هذا سيتغير في الدستور الجديد. يذكر أن 16 فائزا بجائزة الملك فيصل نالوا جائزة نوبل العالمية، وفاز بجائزة الفيصل منذ إنشائها 227 فائزا وفائزة، منهم تسع نساء، أربع منهن فزن بجائزة الأدب العربي، ومثلهن فزن بجائزتي الطب، وواحدة بجائزة العلوم. من جهته، أوضح الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين ل«عكاظ» أن سمو ولي العهد سيسلم الفائزين جوائزهم، وتشمل براءة مكتوبة بالخط الديواني داخل ملف من الجلد الفاخر، تحمل اسم الفائز وملخصا للإنجازات التي أهلته لنيل الجائزة، وميدالية ذهبية عيار 24 قيراط وزن 200 جرام، ومبلغ سبعمائة وخمسين ألف ريال.