ينطلق، صباح اليوم، في الجامعة الإسلامية، المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف الذي تنظمه الجامعة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تحت عنوان «نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي»، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال باختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م. ويتضمن المؤتمر أربعة محاور رئيسة تهدف إلى إعداد استراتيجية للنهوض بالوقف الإسلامي تنظيما وتشريعا وإدارة واستثمارا، كما يسعى إلى مناقشة استراتيجية للتوعية بالأوقاف وإشاعة ثقافتها في المجتمع بمشاركة 45 باحثا وباحثة يمثلون أكثر من 35 دولة، منها المملكة العربية السعودية، مصر، الصين، المالديف، الجبل الأسود، الكويت، البحرين، الأردن، السودان، اليمن، المغرب، الجزائر، ماليزيا، إندونيسيا، تركيا، وغينيا. ويحاضر، على هامش المؤتمر، مساء اليوم، المفكر الإسلامي الدكتور عبدالرحمن الزنيدي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حول «البناء الثقافي للشباب المسلم في عصر العولمة»، وتشهد الجلسة الأولى للمؤتمر التي تتناول محور «استراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي تنظيما وتشريعا» بحثا حول «أثر الأنظمة القانونية الحديثة على الأوقاف الإسلامية وإخراجها من مسارها الشرعي (الحالة المصرية كمثال)»، وبحثا عن «الوقف المائي في الإسلام دراسة تاريخية للوقف المائي بالمملكة العربية السعودية بين ماضيه وحاضره (العين العزيزية بجدة أنموذجا)»، وآخر حول «مرئيات الفقهاء بشأن الضوابط التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف»، إضافة إلى بحث عن «آليات الحماية القانونية لنظام الوقف بالمغرب وتحقيقها لمقاصد الشريعة دراسة مقاصدية لنظام الوقف من خلال التقنين المغربي الجديد: مدونة الأوقاف»، وبحث يناقش «الوقف الإسلامي المائي ودوره في حل أزمة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي»، وتختتم ببحث عن «وقف بئر رومة نظرة معاصرة». كما تستعرض في الجلسة الثانية أبحاث في المحور ذاته، منها بحث عن «ضوابط استثمار الوقف في الفقه الإسلامي» و«مرئيات الفقهاء بشأن المبادئ التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف، و«معوقات النهوض بالوقف في ظل أنظمة الوقف النافذة في الأقطار الإسلامية»، وبحث حول «إدارة المخاطر لاستثمار وتنمية الممتلكات والأصول والصناديق الوقفية قراءة لمعايير الكشف عن المخاطر ومواجهتها والحد من آثارها»، ويناقش بحث آخر «سقيا ضيوف المسجد الحرام والمسجد النبوي بين عين زبيدة والعين العزيزية والعين الزرقاء»، كما يقدم أحد الأبحاث عرضا ل«أثر التقنين الحديث للوقف على إخراجه عن مساره الشرعي»، ويبحث آخر في «استثمار الوقف عن طريق عقد الاستصناع المصرفي ودوره في تمويل المشروعات الحرفية الصغيرة والمتوسطة»، وتختتم الجلسة ببحث حول «الأداء الإداري الحكومي للوقف الإشكاليات والحلول». كما تناقش الجلسة الثالثة لمحور المؤتمر الثاني الذي يركز على «استراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي إداريا» بحثا بعنوان «تجربة الأمانة العامة للأوقاف بالكويت في استثمار الأموال الموقوفة، قطاع تنمية الموارد والاستثمار نموذجا»، وآخر عن «رؤى مقترحة لتطوير إدارة المرأة للوقف»، وبحثا حول «الكفاءات الرشيدة المسيرة للمؤسسة الوقفية (أسس الاختيار وسبل الوقاية من الفساد)»، كما يناقش بحث آخر «الرؤى التطويرية لإدارة الأوقاف»، وتختتم ببحث بعنوان «المحاور المفصلية في بناء وتدوين الحجة الوقفية دراسة وتجارب»، وتختتم جلسات اليوم الأول بجلسة تستعرض أربعة أبحاث، تشمل «أهمية تطبيق عقود البناء والتشغيل والإعادة (B.O.T) في تعمير الأوقاف»، وبحث «استثمار الوقف بين توظيف الأموال والاستثمار الحقيقي»، كما يستعرض البحث الثالث «من التجارب الوقفية الناجحة تجربة وحدة الإنتاج والتسويق بمركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة»، وتختم ببحث بعنوان حول «إطار محاسبي مقترح لقياس وتوزيع الريع في المؤسسات الوقفية». وبهذه المناسبة، قال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمناسبة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : «المملكة باعتبارها مهبط الوحي وقبلة المسلمين في كل مكان وموئل الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة الخاتمة وقدوة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عنيت بالأوقاف وشؤونها أيما عناية منذ توحيدها وتأسيسها على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، واستمر هذا النهج القويم من الرعاية والعناية منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا فلم تدخر وسعا أو جهدا أو مالا في سبيل تحقيق ذلك، وسعت باتخاذ كل ما من شأنه تطوير الأوقاف والارتقاء بشؤونها وأمورها في جميع جوانبها الإدارية والعلمية والعملية، ويأتي في سياق تلك العناية والرعاية والاهتمام ما نحن بصدده الآن من انعقاد المؤتمر الرابع للأوقاف الذي يعقد في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بالتنسيق مع هذه الوزارة، لدعم وترسيخ تلك الرعاية والعناية عمليا، وبخاصة في الجوانب العلمية المتعلقة بالأوقاف». من جهته، أوضح مدير الجامعة ورئيس اللجنة الإشرافية العليا واللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور محمد بن علي العقلا أن المؤتمر دعي إليه جمع من العلماء والمفكرين والسفراء ومسؤولي الشؤون الدينية والأوقاف في عدد من البلدان الإسلامية، والمعنيين بموضوع المؤتمر من الجنسين، وقال: «الوقف من أعظم ملامح الحضارة الإسلامية، وهو باب فريد من أبواب البر في الإسلام»، وأضاف «الجامعة تواصل تنظيم هذا المؤتمر في دورته الرابعة، وتسعى من خلاله إلى إعداد خطة عملية لمستقبل المؤسسة الوقفية وتحديد اتجاهاتها، وتطوير منظومة تشغيلها وإدارتها وإعادة هيكلتها، كما يهدف إلى تحديد الخطوات التنفيذية والآليات الواضحة لتوجيه مؤسسة الأوقاف نحو المستوى المرغوب فيه».