رأى الدكتور عبدالنافع زلال عبدالحي عبدالوهاب عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن كتاب «حاشية بن قندس على المحرر» لمؤلفه تقي الدين أبي بكر بن إبراهيم ابن قندس من الكتب الفقهية المهمة والمعتمدة في المذهب الحنبلي، موضحا أنه حاشية نفيسة وضعها ابن قندس رحمه الله، في كتاب «المحرر» للمجد ابن تيمية. وكان زلال حصل على رسالة الدكتوراه في كتاب «ابن قندس» من قسم الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الرسالة، والتي أشرف عليها سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ. وحول قيمة الكتاب العلمية، طرح زلال عدة نقاط لذلك، أبرزها: الاستدلال والتعليل للمسائل والأقوال الواردة في كتاب «المحرر»، وسعة اطلاع المؤلف على كتب المذهب، وطول نفسه في تناول المسائل واستيعابها بالبحث والدراسة والمناقشة، كما أن للمؤلف تحريرات نفيسة، وتعقيبات علمية لطيفة على ما ينقل من كتب المذهب. وقال زلال معقبا: «نظرا لأهمية الكتاب، ومكانة المؤلف في المذهب الحنبلي، وحيث إن الكتاب ما زال مخطوطا لم يحقق، ولم يطبع، فقد اخترت تحقيقه ليكون موضوعا لرسالتي للدكتوراه في قسم الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض». وأرجع الباحث زلال كتابة الرسالة حول «كتاب ابن قندس» لعدة أسباب، منها: أهمية الكتاب في المذهب الحنبلي، واشتماله على الروايات، والأوجه في المذهب، ووفرة وكثرة النقول في الحاشية عن كتب الحنابلة المتقدمة، وكثرة مصادرها التي نقل منها، وتوجيه ابن قندس لمسائل «المحرر»، وهذا الأمر هو الغالب على حواشيه وتعليقاته، ونقل من جاء بعد ابن قندس، كصاحب الإنصاف، ومن بعده من فقهاء الحنابلة عن «حاشية ابن قندس على المحرر»، إضافة إلى المكانة العلمية لمؤلف الكتاب، إذ أن مما يدل على مكانته العلمية بين فقهاء الحنابلة، أنهم جعلوا خلافه معتبرا، كما ذكر ذلك صاحب مطالب أولي النهى، وغيرها من الأسباب. وأكد زلال أن حاشية ابن قندس رحمه الله، جاءت حافلة بالنقولات عن كتب المذهب المعتبرة، والتحريرات النفيسة، والتعليقات النافعة المفيدة، والتعقبات السديدة، والتوضيحات المزيلة للإشكالات، وفك المستغلقات من العبارات، وغير ذلك من الفوائد العلمية، والنكت البديعة، والتنبيهات اللطيفة، وكل ذلك بأسلوب علمي رصين، ومناقشة هادئة، ومباحثة ماتعة نافعة، مع التحلي بأدب رفيع، واحترام وتقدير، من غير تجريح ولا تنقيص. تكونت لجنة المناقشة من الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (مشرفا على الرسالة)، والدكتور سليمان أبا الخيل، والدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ.