استعرضت يوريكو كويكي وزيرة الدفاع اليابانية السابقة ومستشارة الأمن القومي والعضو الحالي في مجلس الديت الياباني أوضاع آسيا والشرق الأوسط في مرحلة «ما بعد أمريكا». وقالت لصحيفة لو موند الفرنسية إنه «ليس من المنطقي أن يتخيل أحد أن ثورة الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة والتي جعلتها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة تعني أن أسطولها الخامس المتمركز في الخليج قد يرفع مرساه بين ليلة وضحاها. ولكن الأساس المنطقي لالتزام أمريكا بالقوة العسكرية في المنطقة يتغير بسرعة؛ وعندما يحدث ذلك كما حدث في أوروبا على سبيل المثال منذ نهاية الحرب الباردة فإن توزيع الأصول العسكرية يميل إلى التغير أيضا». وأضافت أنه انطلاقا من الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة الرامية إلى التركيز على محور آسيا الباسيفيك أكثر من الشرق الأوسط، فإن درجة فك الارتباط بين الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط سوف تعتمد على كيفية الرد على سؤالين رئيسيين. أولا: هل يؤدي سحب القوات العسكرية ولو كان ذلك بشكل جزئي إلى خلق فراغ أمني من الممكن أن يشغله منافس.. ولنقل الصين أو إيران؟ وثانيا: هل يؤدي الانتقاص من التزام أمريكا بالمنطقة إلى تحفيز نوع من عدم الاستقرار قد يفضي إلى توليد دول فاشلة وإنشاء ملاذ آمن للإرهابيين؟. وذكرت كويكي أن محاولات الصين لفرض قدر أعظم من النفوذ في الشرق الأوسط تعني أن دولا مثل الهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا وغيرها من الدول سوف تكون في احتياج هي أيضا إلى السبق في خلق بنية أمنية إقليمية كفيلة بحماية مصالحها الوطنية. ويتعين على هذه الدول أن تكون واضحة مع نفسها حول ما إذا كانت تملك السبل اللازمة لتحقيق غاياتها الأمنية الوطنية. على سبيل المثال، هل هي قادرة على تعويض التواجد الأمريكي لفترة طويلة في المنطقة؟. وختمت كويكي كلامها بالقول: إن إسقاط مثل هذا المنظور لصراعات القوة في آسيا على الشرق الأوسط قد يبدو احتمالا بعيدا اليوم. ولكن قبل عشر سنوات فقط كان نفس القول ينطبق أيضا على احتمالات إقدام الولاياتالمتحدة على فك ارتباطها بالمنطقة.