أظهرت مراجعة البنتاغون الاستراتيجية في أوائل هذا العام، إلى وجود تحول في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرة أن اهتماما أكبر سوف يكرس لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تحدثت عن ذلك على أنه محور باتجاه آسيا يشير إلى ما يعتقد كثير من المحللين أنه تحول طال انتظاره عن العراق، وأفغانستان والشرق الأوسط بشكل عام.لكن هناك مشكلة في ذلك. عملية التمحور تتطلب إدارة الظهر، والولاياتالمتحدة يجب أن لا تدير ظهرها للشرق الأوسط. بالطبع فإن من المنطق للولايات المتحدة أن تهتم أكثر بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي ستكون رائدة في النمو الاقتصادي، وتحديا أمنيا في نفس الوقت خلال القرن ال 21. ليست فقط الولاياتالمتحدة هي التي تفهم هذا. في الأردن، نحن أيضا نوجّه المزيد من اهتمامنا نحو الشرق، وهو أمر منطقي لأننا، مع غالبية دول الشرق الأوسط، نقع في غرب آسيا. ومن الواضح أن مراكز الجذب الاقتصادي والسياسي والعسكري تتغير.ومع ذلك لا يزال هنالك واجب على أمريكا لهذه المنطقة وباقي العالم العربي بشكل عام. الفرحة التي ولدتها «اليقظة العربية» لا يمكن أن تخفي حقيقة أن الشرق الأوسط في حالة فوضى كما كان دائما. فك الارتباط العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان مرحب به داخل العالم العربي. لكن أنواعا أخرى من الارتباط الأمريكي لا تزال ضرورية. الرغبة من قبل كثير من دول الشرق الأوسط في حق تقرير المصير يبررها السؤال البديهي: بعد عقد من الحرب واستمرار وقوف عملية السلام، هل ستتخلى أمريكا عن هذه المنطقة وتتركها لتدواي جراحها؟ليس من الحكمة أن تنسحب أمريكا بعيدا وبسرعة. هناك الكثير الذي لم يتم إنجازه بعد. أمريكا تستطيع أن تساعد من ثلاث نواحي: أولا، من خلال التركيز على تصميم شعوب الشرق الأوسط أكثر من الحكومات. الأمر الثاني هو أن تقيم علاقات أفضل داخل المنطقة. ثالثا، أمريكا تستطيع أن تجدد إرثها في الشرق الأوسط، وصورتها في العالم، من خلال المساعدة في إيجاد تسوية عادلة لعملية السلام. الحسين بن طلال