أشادت جمهورية الصين الشعبية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) منذ انطلاقته عام 1985م، واصفة المهرجان بأنه من أهم المهرجانات في منطقة الخليج والعالم العربي، ومشيرة إلى أن خادم الحرمين الشريفين كان وما زال يحرص على حضور مراسم افتتاح دورات المهرجان السبع والعشرين الماضية. وأكدت، في تقرير صحفي أصدرته السفارة الصينية في الرياض بمناسبة مشاركة الصين (ضيف الشرف) في مهرجان الجنادرية لهذا العام 1434ه (2013م)، حرصها على توطيد أواصر الصداقة وتعزيز التواصل الثقافي والتبادل الودي بين البلدين الصديقين. وبينت أن الجناح الصيني سيتخذ عنوان «الصين بلاد تتألق جمالا» ليكون موضوعا رئيسيا لمشاركة الصين في المهرجان، ليظهر معالم الحضارة الصينية التراثية والعصرية من خلال العروض داخل وخارج الجناح والندوة الخاصة بعمق العلاقة الثقافية الصينية السعودية.. وغيرها من الفعاليات، ولتشارك الصين حضارتها الباهرة مع العالم عن طريق فعاليات التواصل الثقافي على مستوى الدولة. من جهة أخرى أكد عدد من المبدعين والإعلاميين أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) نجح على مدى عقود في الحفاظ على الأرث التاريخي والثقافي للمملكة، وأوضحوا أن المهرجان شاهد على اهتمام الدولة بكل ما يخدم الفرد فكريا وثقافيا واجتماعيا، مشيرين إلى أن إقامة المهرجان سنويا بمثابة واجهة ثفافية للمملكة.. «عكاظ» ناقشتهم حول الإنجازات التي حققها المهرجان وكيفية الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة في تحقيق أهدافه في تفاصيل الاستطلاع التالي: في البدء، اعتبر الكاتب والمؤرخ إبراهيم مفتاح أن الجيل الحالي يعيش عصرا متفردا لم يصل إليه غيرهم، وبخاصة فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الشغل الشاغل للإنسان المعاصر تملأ أوقات فراغه وتجذبه باستمرار للتعامل معها، وقال: «هذا الزحام الحياتي اليوم يجعل الإنسان يشتاق للزمن القديم، ذلك الزمن الذي عاشه آباؤه وأجداده؛ ليتعرف على كيف كان يعيش الآباء والأجداد وكيف كانوا يبتكرون عاداتهم وتقاليدهم، ومن هذا المنطلق نجد أن إنسان اليوم يتوق إلى معرفة تلك الأزمنة». وأضاف: «في زمننا اليوم تتيح لنا تقنيات العصر كل شيء، بينما كان أجدادنا يجدون لذتهم في صنع كل ما يحتاجون إليه؛ لذلك تعد الجنادرية ضالة الجيل الحالي، وهي بمثابة درس تاريخي لعرض حياة الآباء والأجداد». من جهته، أوضح الشاعر علي إبراهيم مغاوي أن مهرجان الجنادرية منذ انطلاقته حتى اليوم يحقق نجاحات ووهجا ثقافيا كبيرا، مشيرا إلى أن النجاحات التي تحققت للجنادرية، بسبب ما حظي به من دعم، أهلته لتصدر المهرجانات التي يهتم بها كل المواطنين. وأشاد بالتطور الذي حققة المهرجان، قائلا: «المتتبع لبدايات المهرجان وما وصل إليه اليوم يلمس ما أضيف له من ندوات وأمسيات ومشاركات للمحافظات». وطالب مغاوي إدارة المهرجان بإجراء دراسات بحثية لتراث المملكة بمختلف أنواعه، وحول تأثير التطور التقني على المهرجان، اعتبر أن التطور التقني يمثل إضافة للمهرجان ويجب تسخيرها لخدمته في شتى المجالات. من ناحيته، قال الكاتب المسرحي سلطان النوه: «دائما ما تلعب المهرجانات الثقافية والتراثية دورا حيويا وحضاريا لدى شعوب العالم، كما أنها تعطي بعدا مهما، كون مقياس الحضارة هو بمدى المحافظة على الإرث الثقافي، والمملكة واحدة من أهم الدول التي أولت هذا الجانب المهم وسخرت له الإمكانيات البشرية والمادية من أجل إحياء التراث والثقافة عبر مهرجان الجنادرية». وأشار إلى أن مهرجان الجنادرية يقف شاهدا بعد سنوات طويلة، مبرهنا للجميع على مدى القيمة التي أصبح يمثلها في حياة السعوديين، حيث يتم من خلاله استعراض الموروث والفلكور الشعبي لجميع مناطق المملكة، كما يستضيف العديد من الشخصيات والباحثين والمفكرين والمؤرخين ويكرمهم ويقدم نتاجهم. وأوضح أن المهرجان شاهد على اهتمام الدولة بكل ما يخدم الفرد فكريا وثقافيا واجتماعيا، ويتفرد بطابعه على مستوى الوطن العربي، من حيث المساحة والمحتوى والأهمية. وأكد أن استمرار المهرجان مطلب ملح للسعوديين لما يمثله ويقدمه عبر هذا التواصل والترابط من خلال أجيال هذا الشعب الواحد المحب لدينه ووطنه، كما أن التقنية الحديثة والتطور الهائل لا يجب أن يمنع أو يؤثر في استمرارية هذا المهرجان، وطالب بتسخير التقنيات الحديثة في إيصال صورة المهرجان للعالم أجمع. ومن جانبها، رأت الشاعرة والإعلامية ميسون أبو بكر أن الجنادرية انطلق إلى العالمية بناء على أصالته في الحفاظ على التراث، موضحة أن المهرجان بدأ فتيا، وحظي بالكثير من الجهود والتخطيط من القائمين عليه في عرض تراث المملكة وفكرها واستقطاب المفكرين من كل أنحاء العالم، لكي تصبح المعايشة هي البرهان على ما يؤمن به أهل هذا البلد، وقالت: «لطالما كانت المرأة جزءا من هذا المهرجان تشارك الرجل جنبا إلى جنب، وهو مقصد سنوي للزائرين من داخل وخارج المملكة، وعرس ثقافي يحضر ويتجلى بكل أنواع الفنون والشعر والمسرح والألعاب الشعبية، حيث تحرص المملكة على نشر تراثها وعرضه للزائرين».