وصف عدد من المثقفات والمثقفون، بأن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) يجسد للأجيال الماضي العريق، وينقل إليهم صورة حية، تربط حاضرهم بماضيهم، عبر ما يحفل به المهرجان من شمولية التناغم التي يجتمع فيها تاريخ الإنسان في مختلف مناطق بلادنا للالتقاء بذاكرة المكان برؤية تعيد الأذهان إلى قراءة تاريخنا في تظاهرة وطنية تراثية ثقافية تجاوزت المحلية إلى العالمية. يقول الباحث والمؤرخ في علم المأثورات الشعبية الأستاذ محمد بن عبدالعزيز القويعي عن المهرجان: المهرجان الوطني للتراث والثقافة، يعني الأصالة، والجذور وتاريخ الأجداد، ممن أكلوا لقمة العيش الشريفة مغموسة بعرق الكفاح والصبر والجد والاجتهاد..فلقد كان لي الشرف بأنني من أوائل المشاركين في الجنادرية عارضا بعض القطع التراثية من متحفي المتواضع، ومحاضرا في إحدى دورات المهرجان عن الهجن والهجيني وكلائف الجيش. وأضاف القويعي بأن التراث الوطني يأتي اسما على مسماه، إذ هو ثقافي تراثي، اجتماعي، وكنز ثر للجميع ولمأثوراتنا الشعبية في مختلف مناطقنا الغالية، لتعرف الأجيال تراث الآباء والأجداد..داعيا المولى - سبحانه و تعالى – أنم يوفق قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني – حفظهم الله - لرعايتهم واهتمامهم بهذا المهرجان الوطني وفعالياته كل عام. البيضاني: أجيالنا تجد فيه تاريخ وطن مها السراج أما الشاعرة والكاتبة مها السراج، فقد وصفت المهرجان بأنه احتفاء بتاريخ الإنسان، مؤكدة على أن من أكثر ما يعكس حضارة وتطور الأمم، هو نماء ثقافتها والتي عادة ما تبنى على أسس تاريخية، خاصة لكون التاريخ جزء من ثقافة الإنسان وبناءه الحضاري، وكلما نهل الإنسان من تاريخه استطاع أن يؤسس حاضره ومستقبله على بناء ثابت بقيمه وعاداته.. مشيرة إلى إن التمسك بالتاريخ والتراث عادة ما يكون مدعاة للفخر والاحترام، وإلى أن الأمم مهما بلغت من حضارة فهي في نهاية الأمر حضارة لم تخرج وليدة الحاضر وإنما هي حاضرة ولدت من رحم التاريخ. بشائر آل زايد: أتمنى التوسع في مشاركة المرأة وقالت مها: المهرجانات الثقافية غالبا ما تكون انعكاسا لواقع حضاري إنساني، فالمجتمعات التي تزخر بزخم ثقافي وحركة دؤوبة في صنع ثقافة تعكس تراثها وتاريخها العريق، لابد وان تبرز هذا الزخم الثقافي من خلال محافل عالمية لتصل ثقافتها إلى العالم وتكون لها بصمة في تاريخ الحضارة الإنسانية، والجنادرية مهرجان ولد كبيرا بحجم ما تحمله هذه البلاد من إرث حضاري عبر التاريخ ولن يشيخ.. فأرض المملكة شهدت عبر تاريخها العريق حضارات متنوعة وقد تكون مساحاتها الشاسعة وامتداد حدودها التي تلامس الحضارات الأخرى، إلى جانب كونها مهد الرسالة المحمدية والتي جعلتها قبلة للعالم الإسلامي أجمع، الأمر الذي صنع منها دولة متنوعة الثقافات وذات حضارة منفتحة على العالم. وأضافت السراج بأنه من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وانتهاء بوسطها، يجتمع التاريخ ويلتقي الماضي بالحاضر في احتفالية فريدة من نوعها، فالمهرجان بحق صمم ليمثل ارتقاء بلادنا بالثقافة من خلال مثقفين يمثلون التوجهات الفكرية المتنوعة والتي تعكس حركة ثقافية متصاعدة..مختتمة حديثها بأن الجنادرية تعتبر ذات خصوصية متفردة في الاحتفاء بالإنسان نفسه بإرثه وموروثه وبثقافته، والتي امتزجت لتكون لنفسها هوية واحدة وهي هوية الإنسان السعودي، والذي يجسد بثقافته هذا التاريخ العريق، والذي صنعه قادة عظماء وأبطال وفلاسفة وعلماء، ليأتي من خصوصية المهرجان وشموليته عالمية تعبر عن إرثنا وتاريخنا بتكاملية متناغمة. القويعي: المهرجان يجسد أصالة جذورنا أما مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الباحة الأستاذ علي البيضاني، فذكر بأن هذا المهرجان السنوي الذي ننتظره، لنؤكد به أن ماضينا جميل ومشرف وحاضر جميل ومشرف ومستقبلنا بإذن الله أكثر جمالا وأكثر إشراقا , بأنه الصوت الذي نقول به للعالم ماضينا أساس حاضرنا , وإلى أن المهرجان ليس كما يعتقد البعض بأنه أوبريت واحتفال ينتهي بزمن محدد، بل هو ابعد من ذلك ثقافيا واجتماعيا ليجتمع فيه الإنسان والمكان بثقافة تؤكد هوية عربية إسلامية. وقال البيضاني: كما يعلم الجميع أن المملكة ذات مساحة كبيرة متنوعة التراث والعادات والتقاليد، و تنوع ظروف الحياة في الماضي بتنوع الوسائل في كل المجالات الزراعية والصناعية والتجارية.. ليأتي مهرجان الجنادرية ويحاكي هذا التنوع بمكان واحد ويربط الماضي بالحاضر بكل ما فيه من تطور ونمو، ليس فقط فيما يخص المناطق , بل حتى على مستوى أجهزة الدولة وقطاعاتها المختلفة، ليجد الزائر قصة ومراحل وتاريخ الأجهزة كيف كانت؟ وما صارت إليه؟ واختتم البيضاني حديثه قائلا: لست مبالغاً لو قلت مهرجان الجنادرية ( تاريخ وطن ) وله عناية خاصة على المستوى الرسمي تؤكدها رعاية خادم الحرمين – يحفظه الله – وله عناية خاصة على المستوى الشعبي يؤكدها الحضور الكبير من جميع أنحاء الوطن، واليوم وهذا الحدث الكبير في عامه السادس والعشرين، بما فيه ن تطوير ومفاجأة، لم يعد مهرجان الجنادرية حدث محلي فقد تجاوز المحلية للعالمية وهو يستضيف في كل عام دولة صديقة تحكي ثقافتها بشكل مشاهد ومسموع. مها السراج: محفل وطني ولد كبيراً..ولن يشيخ من جانب آخر ذكرت بشائر بنت عبدالله زايد، بأن المهرجان الوطني للتراث والثقافة يمثل مناسبة رائعة لكافة شرائح المجتمع، خاصة للفتيات والشباب والأطفال حيث تقوم بتصوير دقيق وجذاب لماضي وطننا الغالي، لكونها تعرض طريقة عيش أجدادنا وأسلوبهم في العمل وعاداتهم وتقاليدهم وأشكال البيوت والطرقات.. مشيدة بما تقدمه رئاسة الحرس الوطني المنظم لهذه المناسبة بأدق التفاصيل لإيصال صورة صحيحة ورائعة عن ماضي المملكة. وقالت بشائر عن مشاركة المرأة في المهرجان : من وجهة نظري أن النشاط النسائي اقتصر فقط على الجوانب الثقافية وهي عبارة عن ندوات ومُحاضِرات من المملكة، ولو كان هناك مُحاضِرات من دول خارج الوطن العربي لكان أفضل لنا كنساء، لنسمع إلى جانب المشاركات المحلية وجهة نظر جديدة وفكر لا نعرفه.. متمنية وجود معارض نسائية للفنون التشكيلية، ومسرحيات تكتب وتؤدى من قبل النساء.. وإشراك الطفل في ورش مع التراث، إلى جانب إشراك شريحة الفتيات في فعاليات خاصة بهن ضمن مشاركة المرأة بوجه عام.