من يزور وادي حبونا في منطقة نجران سيلاحظ واقعا يندى له الجبين، حيث تحول من موقع طبيعي خلاب، إلى مطمر للنفايات ومكب للمخلفات ومرتعا للكلاب التي تجتمع على جيف الحيوانات النافقة. ولا يقف ما يشاهده الزائر عند هذا الحد، إذ لا بد أنه سيرى كيف أن المزارعين ضيقوا الخناق على الوادي من خلال الزحف بمزارعهم إلى وسطه، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا خصوصا عند هطول الأمطار والسيول. «عكاظ» زارت الوادي وشاهدت بأم العين ما أصبح عليه المكان، وأخذت آراء الأهالي، الذين أشاروا إلى أن بلدية حبونا حددت مواقع لرمي مخلفات البناء، ولكن بعض المستهترين والمخالفين يصرون على مخالفة القوانين والإجراءات، حيث ينقلون نفاياتهم ومخلفاتهم ويرمونها في الوادي رغم قرب المواقع المحددة لرمي المخلفات منه. وأشاروا إلى أن ما يزيد الطين بلة أن بعض المواطنين يعملون على سحب الحيوانات النافقة بسيارتهم ورميها في الوادي، الذي أصبح يعج بالكلاب الضالة التي تجتمع على جيف الأغنام والمواشي النافقة. وقال معدي هادي إن الكثير من المواطنين يسلكون الوادي يوميا عبر الطريق الترابي المؤدي إلى منازلهم ومداخل مزارعهم، حيث يعانون من الروائح الكريهة التي تسببها كثرة الحيوانات النافقة. وأضاف أن الوضع لم يقتصر على المزارعين الذين ضيقوا الخناق على مساحة الوادي بالزحف بمزارعهم إلى وسطه، بل تشاركهم بعض الشركات والمؤسسات التي تعمد إلى تفريغ حمولات شاحناتها في وادي حبونا. وطالب عدد من المواطنين الجهات المعنية بالنظر إلى وضع وادي حبونا كونه من أشهر الأودية في المنطقة، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات تضع حدودا للوادي لا يتجرأ عليها أي شخص، من خلال وضع أرصفة حجرية تحفظ حدود الوادي الذي يبلغ طوله قرابة ال200 كم. إلى ذلك ذكر المتحدث باسم إدارة العلاقات العامة في زراعة نجران مسفر حسين آل حشيش في خطاب ردا على استفسار «عكاظ» أن الوادي يقع ضمن النطاق العمراني ومسؤولية نظافته من اختصاص البلديه. وحول توسع المزارعين في الوادي قال إن هناك عددا من المراقبين الذين يقومون برفع تقارير دورية يومية حيال أي استحداثات في الوادي إلى الوزار