تحول وادي نجران في الآونة الأخيرة من مصدر مهم ورئيس لجلب المياه لأهالي المنطقة، إلى مكب للنفايات ومرمى للحيوانات النافقة، في ظل غياب تام لرقابة الجهات المعنية، رغم أن الوادي يعتبر المصدر المغذي للمياه الجوفية عند تدفق السيول من سد وادي نجران. ويمتد وادي نجران العظم -كما يطلق عليه الأهالي- من السد غربا حتى وسط المدينة شرقا، وتستمر معاناة الأهالي فيه من وجود سلبيات تهدده بيئيا وحضاريا وصحيا، لا سيما أنه يحتوي على مياه عذبة تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب في المنطقة. «عكاظ» رصدت بالصور، كيف حول ضعاف النفوس الوادي إلى مكب، عبر تخلصهم من مخلفات البناء أو النفايات والحيوانات النافقة برميها في الوادي، وتحدثت إلى الأهالي الساكنين في محاذاة شريط الوادي، الذين عبروا عن تخوفهم من تحول الوادي إلى مصدر لنقل الأمراض الوبائية، بسبب إهمال الجهات المعنية وغيابها عن المراقبة، وعدم فرض غرامات على المخالفين في رمي المخلفات بصورة تخدش المنظر العالم وتخلف أمراضا صحية تضر بالمواطنين. وقال ابراهيم آل سوار إن القاء المزيد من هذه النفايات سيؤثر على المياه الجوفية حسب ما تشير الدراسات الجيولوجية، الأمر الذي يؤثر بشكل خطير على المستقبل، خصوصا أن أنواع المخلفات تتراوح بين زيوت سيارات ودهانات كيماوية وبعض الحيوانات النافقة، مطالبا بفرض عقوبات رادعة لمن يضبط وهو يضع النفايات، داعيا الجهات المعنية إلى متابعة نظافة الوادي وإعادة جماله الذي سلب منه في وضح النهار دون حسيب أو رقيب. من جانبه، قال صالح شكوان إن النفايات تأتي كل يوم إلى الوادي عبر قلابات وسيارات نقل صغيرة، ترمي حمولتها في ظل غياب الجهة المسؤولة في الحفاظ على جمال المنطقة. مسؤولية المواطن حمل مدير جمعية البيئة السعودية في منطقة نجران علي هران في تصريح ل «عكاظ» المواطن، المسؤولية عن رمي المخلفات، معتبرا أن ذلك يمثل كارثة لعدم وعي المواطن بالعمل التطوعي، مشيرا إلى أن المواطن أيضا يشاهد بعض أصحاب القلابات خلال رمي المخلفات والنفايات في الوادي، ولا يكلف نفسه عناء إبلاغ الجهات المعنية، مؤكدا أن الواجهة الشمالية لمطار نجران تحولت أيضا إلى مرمى مخلفات البناء.