بسبب ضياع أوراق ثبوتيات والدهم منذ أن كانت عبارة عن حفيظة نفوس بدأت معاناة عبده مجرشي وقاسم مجرشي في البحث عن الحقيقة وعن هويتهم السعودية التي فقدت واستغلها ضعاف النفوس في الإبلاغ عنهم أنهم من مجهولي الهوية. حيث أكدوا حسب المشاهد الموقعة لهم من مشايخ قبيلة المقابضة المجارشة بالحرث بمنطقة جازان بأن والدهما سعودي والتحق بخدمة الوطن في السلك العسكري عدة سنوات. يذكر عبده محمد مجرشي أنه ولد في محافظة خميس مشيط ويعيش في منطقة عسير ولديه أربعة أطفال ولا يملك هوية عدا بقايا صور من حفيظة والده والتي تثبت أنه سعودي إضافة لشهادة مصدقة من شيوخ المجارشة مع تعريف بأربعة شهود من المواطنين بأنه معروف لديهم هو ووالده من قبله بأنهم مواطنون وأنهم سعوديون أبا عن جد. وبحسب قوله فإن أبناءه الأربعة وأشقاءه ال 13 لا يوجد ما يثبت أنهم سعوديون سوى شهادات الميلاد السعودية، حيث تعيش الأسرة والتي وصل تعدادها إلى 21 فردا أوضاعا مأساوية صعبة وحرجة للغاية بدون تعليم ولا علاج ولا وظائف، مضيفا: «أصبحنا محرومين ومهددين بالترحيل يوما عن يوم ونعيش على رحمة وصدقات أهل الخير وبالتعريفات التي نتنقل بها». وبألم الحسرة والدموع تملأ أعين عبده وقاسم ومصيرهم وأسرهم المجهول قال عبده: «أسكن أنا وأسرتي في غرفتين وملحق فيه مطبخ من (الزنك) استأجرته لي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة خميس مشيط برفقة زوجتي وأربعة من الأبناء منهم ابني فيصل المصاب بتشوه خلقي في بطنه ورفضت المستشفيات علاجه واستقباله كونه مجهول الهوية حتى تدخل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير وتم استقباله وعلاجه». وأضاف: «حالنا على هذا الوضع، لا أستطيع علاج إخوانه وأيضا زوجتي أضطر لتوليدها في المنزل إلا إذا تعسرت ولادتها نقلتها إلى المستشفى ودخلنا في دوامة الاحتجاز من قبل المستشفى وآخرها قبل أربع سنوات، ولم استلم زوجتي بعد الولادة من مستشفى خميس مشيط إلا بأمر من وكيل إمارة عسير بأن لدي معاملة منظورة». من جهته، قال مدير عام الأحوال المدنية بعسير محمد علي السلمي أنه في حال كان رب الأسرة سعودي ويحمل بطاقة أو حفيظة وطنية فمن الغريب والمستحيل عدم حصول ورثته على إثبات الهوية تحت أي ظرف، ويتوجب عليهم مراجعة مكتب الأحوال في منطقة جازان حسب إقامتهم الأولى قبل الانتقال إلى عسير». وعن سحب وثائقهم الثبوتية أضاف السلمي: «من المؤكد أنها لم تسحب إلا بقرار وزاري فهناك الكثير من الوثائق سحبت كونها مزورة وحاملوها من الجنسية اليمنية وخاصة من المناطق الحدودية لمنطقة جازان»، مبديا في الوقت نفسه تعاونه التام طالبا إعطاءه أرقام ثبوتيات والدهم وعائلهم المتوفى السعودي وسيتم التأكد من صحة معلومات الأسرة في ظل وجود الكثير من المغالطات والشكاوى بخصوص ادعاء الكثير أنهم سعوديون وبمشاهد من مشايخ القبائل. وأشار إلى أنه يتم تدقيق مشاهد الشيوخ ودراستها عن طريق وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية وأي معاملة بهذا الخصوص وخاصة فيما يخص الجنسية أو الوثائق يتم التدقيق فيها مليا حسب المعلومات المتوفرة والدقيقة لدى جهاز وزارة الداخلية ومثل هذه المواضيع يجب التريث والتأكد من صحتها عبر عدة إجراءات يتم البحث فيها وأن يكون المتقدم بالحصول على وثيقة سعودية أصل الأب والأم والمنشأ.