توج صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء يوم أمس الأول (الأربعاء) 72 موهوبا وموهوبة من مبدعي الوطن الفائزين والفائزات في التصفيات النهائية من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع) الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وذلك في الحفل الختامي الذي أقيم بمركز الملك فهد الثقافي بحضور وزير التربية والتعليم نائب رئيس «موهبة» سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، ونائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وعدد من المسؤولين. وهنأ الأمير فيصل بن عبدالله الفائزين والفائزات وأولياء أمورهم ومعلميهم وبيئاتهم التعليمية على ما حققوه من تفوق، وقال في كلمته خلال الحفل: «المملكة العربية السعودية وهي تتطلع إلى تأسيس مجتمع معرفي مبدع ومتكامل ومنافس عالميا تدرك أهمية تطوير التعليم وأنه المصدر الرئيس لنهضة المجتمع بالاستثمار الأمثل في العقول المنتجة للمعرفة وهو ما يتطلب تعليما نوعيا يراعي معطيات العصر ويلبي احتياجات المجتمع».. فالدعم الذي يحظى به خطة التنمية التاسعة التي ترسخ مبدأ التعامل مع الإنسان السعودي الذي يعد غاية التنمية ووسيلتها الأساسية وكذلك مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، والخطة الوطنية للموهبة والابتكار، والخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار من قبل قيادتنا الرشيدة -أيدها الله تعالى- يضعنا أمام مسؤولية كبيرة، ويتطلب منا جميعا مضاعفة الجهود لتحقيق أهدافها، من أجل تحقيق طموح ورؤية الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة، والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في العلوم والتقنية والابتكار، وانطلاقا من هذا الدعم الملكي الكريم ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، فإننا نجتهد في وزارة التربية والتعليم لتهيئة البيئة التعليمية والتربوية وفق أحدث الأسس والنظريات وتوفير المناخ المحفز على الإبداع والابتكار للحصول على مخرجات تعليمية أفضل. وبناء على ما تقدم فإن الوزارة تعمل بالشراكة مع «موهبة» والمؤسسات الوطنية الرائدة على تنظيم وتفعيل أولمبياد إبداع سنويا وتوسيع دائرة المشاركة فيه ليواصل مسيرته ودوره في إتاحة الفرص وكشف المواهب الوطنية المبدعة والمبتكرة وتعزيز الملكات العلمية لديهم. وأضاف وزير التربية والتعليم «لقد حقق أولمبياد (إبداع) العديد من الأهداف، وشهدت هذه الدورة ارتفاع عدد المسجلين لأكثر من 52 ألف طالب وطالبة بنسبة زيادة بلغت 8 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وخاض غمار التصفيات النهائية 518 طالبا وطالبة من نوابغ المملكة في مساري الابتكار والبحث العلمي شاركوا ب 400 مشروع في 17 مجالا علميا». الاستثمار الأمثل بدوره هنأ أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر الفائزين والفائزات على إنجازاتهم وإبداعاتهم، كما هنأ «موهبة» ووزارة التربية والتعليم على نجاح الأولمبياد. وقال في كلمته: «تتطلع قيادتنا الحكيمة -يحفظها الله- إلى الانتقال بالوطن إلى مصاف دول العالم المعرفية بعد أن أصبح التعليم صناعة، وبات الاستثمار في الإنسان توجها وتوجيها ملكيا كريما، ومطلبا ملحا للتطور والتنمية المستدامة، والتحول نحو اقتصاد ومجتمع المعرفة، وهو ما تعكسه بكل وضوح أرقام موازنة الخير الأخيرة، التي سعت إلى الانطلاق بالوطن وإنسانه إلى آفاق أرحب من التطور والتقدم والنمو القائم على إنتاج المعرفة واستخدامها في التنمية المحلية». وأضاف «من فضل الله تعالى، أن خطوات مشروع بناء مجتمع المعرفة، والصناعات المعرفية في المملكة قطعت شوطا كبيرا بدعم القيادة الرشيدة -يحفظها الله- ويؤكد ذلك حرص خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، وسمو النائب الثاني -يحفظهم الله- على توفير كل ما يلزم لتحقيق قفزات نوعية في طريق ريادة الوطن بين المجتمعات المعرفية». وقال أمير الرياض: «لاشك في أن أبناءنا وبناتنا من الطلاب والطالبات هم اللبنة الأولى لتشكيل المجتمع المعرفي، بعد أن تأصلت العلاقة بين الاقتصاد والمعرفة، ليصبح اقتصادا معرفيا يعتمد بشكل أكثر على الخبرة والإبداع والابتكار والأفكار المبدعة». واستطرد «في هذا السياق يعد تطوير التعليم في المملكة من أولويات قيادتنا، وما مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام إلا خطوة متقدمة ورائدة لتحسين الأداء وتجويده، وتوفير بيئة تعليمية معززة للمجتمع المعرفي، وإيجاد أفضل الممارسات لتدريب المعلمين وتأهيلهم، وتطوير المناهج لمواكبة العصر، ولتحقق المملكة ريادة على خارطة العالم المعرفية، ويتجسد هذا التجويد في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» الذي يضم نخبة من موهوبي وموهوبات الوطن وذخيرته لمستقبل أكثر إشراقا وتقدما -إن شاء الله تعالى- من خلال هذه المشروعات المبدعة والمتميزة، والتي تعكس ثراء الوطن برأس المال الفكري، وتمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني». شراكة استثمارية متميزة ووجه الأمين العام ل «موهبة» الدكتور خالد بن عبدالله السبتي شكره وامتنانه لسمو أمير منطقة الرياض على رعايته الكريمة لحفل أولمبياد إبداع، ونوه بدعم سمو وزير التربية والتعليم نائب رئيس موهبة، وهنأ الفائزين والفائزات وأولياء أمورهم ومدارسهم، مشيرا إلى أن ما تحقق يدعم خطى الوطن في السير نحو المجتمع المعرفي. وقال إن الشراكة بين وزارة التربية والتعليم من جهة ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» استطاعت أن تعزز خلال سنوات قليلة أنموذجا حقيقيا لمعنى التكامل بين المؤسسات الحكومية لتحقيق العائد الاستراتيجي للوطن والمواطن، ووفقت في بناء استثمار وطني يتمثل في رعاية الموهوبين وتبني إبداعاتهم المختلفة وجعلها رصيدا للكم المعرفي الذي تتطلع المملكة من خلاله لبناء منظومة عمل تجسد البناء النوعي وفق منهجية علمية. وأشار إلى أن ذخيرة أي مجتمع من الموهوبين والمبدعين والمبتكرين تبقى مفتاح أي ميزة نسبية تفاضلية دافعة نحو تحقيق النمو، وهو ما يتطلب تعليما نوعيا يراعي معطيات العصر واحتياجات المجتمع، مشيرا إلى سعي الوزارة وموهبة واهتمامها بالشباب باعتبارهم أهم محركات البناء والتطور ونشر المعرفة والعلم ونقلهما. وستنظم موهبة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ورش عمل لتأهيل المشاريع الفائزة والمرشحة للمشاركات الدولية تحت إشراف اللجنة العلمية للأولمبياد، لمساعدة المرشحين على تطوير مشاريعهم والتأكد من مطابقتها لمعايير وضوابط المعارض الدولية. شهادة أمريكية وكان المشرف العام على الأولمبياد أحمد البلوشي قد استعرض في كلمته مسيرة الأولمبياد وما تحقق من إنجازات، فيما عبرت رئيسة جمعية العلوم والمجتمع الأمريكية السيدة أليزابيث عن إعجابها بالمستوى الذي وصل إليه الطلبة السعوديون من خلال ما شاهدته في معرض أولمبياد «إبداع»، مشيرة إلى أن المشاريع التي قدمها الطلاب والطالبات لا تقل جودة عن نظرائهم الأمريكيين والأوروبيين، لافتة إلى أن تنوع وطبيعة تسارع المشاريع متفردة ولا تركز على توفر مختبرات مجهزة للنجاح، بقدر ما يدفعها «الحافز الداخلي» للتقدم وتحليل نتائج مراحل المشروع. وشاهد أمير منطقة الرياض والضيوف فيلما خاصا بالأولمبياد تناول المراحل التي يمر بها وعدد الطلبة المشاركين، ومن ثم قلد سموه الميداليات وشهادات التقدير لأصحاب المشاريع الفائزة في مجال الابتكار والبحث العلمي. وكان المعرض النهائي لأولمبياد إبداع قد شهد منافسة شديدة بين 518 مبدعا ومبدعة (252 طالبة و266 طالبا) عرضوا 400 مشروع مناصفة بين البنين والبنات في مساري الابتكار والبحث العلمي في 17 مجالا علميا متنوعا ودقيقا بدءا من الجزيئيات والتقنية الحيوية والهندسة الوراثية ووصولا إلى الفضاء والطيران والبتروكيماويات، وذلك للفوز بتمثيل المملكة في المعارض والمحافل الدولية. ويعد الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مسابقة علمية تقوم على أساس التنافس في مساري الابتكار والبحث العلمي، من خلال تقديم مشاريع علمية فردية أو جماعية وفقا للمعايير والضوابط الخاصة بكل مسار، يتم تحكيمها من قبل نخبة من الأكاديميين والمختصين وفق معاير علمية محددة بهدف تحديد المشاريع المتميزة لترشيحها للمراحل التنافسية الأعلى.