خلف كل بسطة وبائعة سعودية حكايات مؤلمة ودموع تنهمر بغزارة أثناء الحديث معهن، وعلى الرغم من أنهن في كل يوم تشرق فيه الشمس ينتشرن ببسطاتهن في الأماكن العامة والشعبية والأحياء وبجوار المساجد الأثرية بالمدينةالمنورة وأمام الأسواق التجارية لكسب قوت يومهن ويوم أبنائهن، بالإضافة إلى بعض المضايقات التي يواجهنها من قبل المارة أو التعب والألم الذي يعانينه بسبب حرارة الشمس في الصيف وانهمار العرق على جبينهن أو ألم البرد القارس الذي ينخر العظام ولا يجدن تكلفة علاج المرض، إلا أن ما يرزقن به لا يكفي لقضاء حاجاتهن، ولكن كما قالت إحدى البائعات «كسب لقمة العيش مر لكن الأهم أنه شريف». «عكاظ» تجولت في أنحاء المدينةالمنورة في أماكن بيع البساطات السعوديات عند الحرم النبوي الشريف وعند مسجد قباء وشهداء أحد وأمام الأسواق التجارية واستمعت إلى معاناتهن. بداية تقول امرأة في الأربعين من عمرها «لدي سبعة أبناء جميعهم في المدارس، وعلى الرغم من أني طاعنة في السن، إلا أنني أجلس على بسطتي وأبيع أدوات العطارة مثل السدر والقرفة وحبة البركة وعشبة مريم والحناء لزائري المدينةالمنورة والحرم النبوي الشريف، وأتمنى أن تتوفر لنا كشكات صغيرة نبيع فيها ولا أطالب بأكثر من ذلك، فأنا أعاني الآن من ألم في الظهر بسبب جلوسي على الأرض لفترات طويلة أمام ساحات الحرم النبوي الشريف لأبيع وأكسب قوت يوم أبنائي فزوجي لا يعمل وهو كبير في السن ومريض». من جانبها قالت أم نور «أبيع في هذه البسطة منذ خمس سنوات أمام مسجد قباء وتتوفر في بسطتي السجاجيد والمسواك وكحل الاثمد وهذا ما أبيعه لزوار مسجد قباء حتى أستطيع الصرف على والدي وإخواني الصغار بالرغم من أن عمري 25 عاما، ولكنني لم أستطع إكمال دراستي بسبب عدم توفر المال الكافي لدى والدي، فأنا أعمل منذ سنوات لكي لا يعاني إخوتي الصغار مما عانيته وسأجعلهم يكملون دراستهم ويعيشون حياة كريمة ويعملون بشهاداتهم».