لم ينس سعيد اللحياني عملية النصب والاحتيال التي تعرض لها من قبل أحد مخالفي أنظمة العمل والإقامة الذين ينتشرون بكثافة في شوارع حي المعابدة في العاصمة المقدسة. وقال اللحياني: «اتفقت مع العامل المجهول على أن يصبغ لي إحدى الغرف في المنزل، واستجبت لطلبه وسلمته مبلغا كبيرا ليشتري الدهان والأدوات الأخرى، وبعد أن أنجز المهمة دفعت له الأجر، بيد أنه بعد مرور نحو يومين اكتشفت أني تعرضت لعملية غش وخداع حين تبين لى أن الطلاء من النوع الرديء وبدأ يتقشر من الحوائط»، مشيرا إلى أن عمليات البحث والتقصي الذي أجراها عن العامل لعدة أيام لم تجد نفعا. وأضاف: للأسف أولئك العمال المخالفون ينتشرون في شوارع المعابدة منذ سنوات عدة ويمارسون كثيرا من التجاوزات دون أن تتحرك الجهات المختصة لضبطهم. ولم يكن اللحياني الشخص الوحيد الذي يشكو من مخالفات العمالة السائبة في شوارع المعابدة، فهناك الكثيرون الذين يعانون من هذه المشكلة منهم خالد العتيبي الذي طالب الجهات المختصة بوضع حد لانتشار العمالة المخالفة، ملمحا إلى أنهم يتكاثرون بكثافة في الحي، ويعترضون العابرين عارضين عليهم خدماتهم، فضلا عن الإزعاج الذي يسببونه للأسر. وذكر العتيبي أن معاناة حي المعابدة متفاقمة مع انتشار العمالة المخالفة منذ سنوات عدة، معتبرا وجودهم يشكل خطرا أمنيا واجتماعيا واقتصاديا في الحي، متمنيا إيجاد الحلول لهم وفي أسرع وقت. إلى ذلك، شكا البائع أبو يوسف أن العمالة السائبة التي تنتشر بكثافة في المعابدة دأبت على ارتكاب العديد من التجاوزات في الحي منها سرقة المتاجر، لافتا إلى أنه لا يكاد يخلو شارع في الحي منهم. وأكد أنه تحصل من تلك العمالة العديد من التجاوزات، مبينا أن أحد المواطنين فشل في العثور على أحد العمال المجهولين بعد أن تقاضي منه أجرا، وغشه وخدعه خلال إجرائه إصلاحات في منزله. وشدد أبو يوسف على أهمية أن تكثف الجهات المختصة من حملاتها على العمالة غير النظامية التي تنتشر بكثافة في حي المعابدة، لافتا إلى أنهم يتزايدون يوما بعد آخر ومن مختلف الجنسيات. في حين، أرجع صالح القرشي استعانتهم بعمال من شوارع المعابدة إلى رخص أجورهم، مشيرا إلى أن الحل في التخلص من العمالة السائبة هو أن تخفض مؤسسات المقاولات من أجور العمال. وعلى خط مواز، أوضح العامل محمد المصري أنه يعمل في شوارع المعابدة منذ خمس سنوات، ملمحا إلى أنه كون له عملاء يتواصل معهم عن طريق الهاتف الجوال. وبين أن خبرته التي اكتسبها من تواجده في البلاد طيلة هذه السنين جعلته أكثر خبرة في التخفي والتواري عن الحملات التفتيشية، رافضا الإفصاح عن كثير من الأحداث التي تجري في شوارع المعابدة. وأكد مصدر مسؤول في إدارة الجوازات في العاصمة المقدسة أنهم يطلقون حملات مكثفة لتعقب مخالفي أنظمة العمل والإقامة في أنحاء مكةالمكرمة كافة، ملمحا إلى أن تلك الحملات تنظم بالتعاون مع جهات حكومية أخرى.