حمل أهالي مكة، تجار التأشيرات، السبب في انتشار العمالة السائبة التي تضج في الأحياء، معتبرين إياهم المسؤولين المباشرين في استيراد هذا العدد من العمالة دون عمل، الأمر الذي حول الشوارع إلى أشبه بخلايا نحل شبيهة بالقنابل الموقوتة التي يخشى منها على ممتلكات الأهالي. وأصبح المشهد العام في شوارع العاصمة المقدسة، يؤكد أنه لا يخلو شارع إلا وترى فيه عاملا وافدا غير نظامي، فيما أصبح شارع 64 بالشرائع معلما لتلك العمالة الوافدة، حيث تجد فيها من جميع الجنسيات وكذلك جميع المهن اليدوية سواء أكانت كهربائيا أو دهانا أو سباكا أو حدادا أو غير ذلك. ومع إطلالة كل صباح تزحف تلك العمالة إلى الشوارع بشكل ملاحظ، والأمر المستغرب فيه أن قسم شرطة الشرائع لا يبتعد عن موقع تجمع تلك العمالة إلا بنحو كيلومترات معدودات، فيما التجمعات تمتد إلى شارع المنصور والنكاسة وشارع الأبطح وميدان العدل وغيرها من تلك الاحياء التي تضج بالعمالة السائبة. ووصف عدد من أهالي مكة تلك العمالة بأنها قنابل موقوتة مشكلة خطرا كبيرا على أهالي الحي سواء من النواحي الاقتصادية أو الجتماعية أو الأمنية، مطالبين الجهات المختصة بحملات تفتيشية للقضاء على تلك العمالة التي تنتشر في شوارع الحي. واتهم محسن الزهراني تجار التأشيرات وشركات العمرة والحج الوهمية، بأنهم السبب في انتشار تلك العمالة السائبة، ملمحا إلى أن الأهالي باتوا يتوقعون حدوث أي جريمة في ظل كثافة تلك العمالة السائبة. وذكر أحمد العتيبي الذي كان يفاصل مع أحد العمالة لرش شقته بالبوية: «سبب اتجاهي إلى تلك العمالة هو رخص أسعارها، خاصة أن المؤسسات الرسمية تطلب مبالغ خيالية ناهيك عن أسعار مواد البناء التي استنزفت جيوبنا بشكل ملحوظ». ويعترف العامل صالح اليماني أنه من مخالفي أنظمة الإقامة: « لي تسع سنوات بمكةالمكرمة وأعمل هنا منذ خمس سنوات، وكنت مهندسا باليمن، واشتريت تأشيرة من أحد السعوديين، وفضلت العمل حرا لأن فيه مكاسب أكثر من الراتب، ولدي زبائن على الجوال بعيدا عن جلسات الشوارع التي تدخلني في موضع الشك من ناحية وتحيلني للترحيل من ناحية أخرى». وبين أن السر في كثرة العمالة في حي الشرائع أنه من الأحياء الجديدة الناشئة وفي بداية نموه العمراني لذا يفضل الكثير التواجد داخله للعمل، بدلا من التنتقل من حي لآخر وفي ذلك مخاطرة كبيرة. وأكد محمد الشريف مدير أحد المحلات التجارية، استياءه من كثرة العمالة السائبة التي تجول باستمرار حول محله، مشيرا إلى أن كثرة هذه العمالة أصبحت مصدر قلق في كثرة السرقات، ومبينا أن هناك سرقات كثيرة حدثت لبعض المحلات المجاورة.. الحملات مستمرة في المقابل أوضح المقدم محمد الحسين المتحدث الإعلامي للجوازات بمكةالمكرمة أن: «الجهود الأمنية في ملاحقة مخالفي أنظمة الإقامة مستمرة ودائمة ولا تتوقف على موسم بحد ذاته» ، مشيرا إلى أن إدارة الجوازات تسير حملات ميدانية لملاحقة المخالفين في الميادين والشوارع، مطالبا المواطنين بعدم تشغيل تلك العمالة المتخلفة، وهو ما يؤمن لهم بيئة عمل تزيد من تنامي هذه الظاهرة.