يعتبر سكان مركز الحصينية (60 كيلومترا شرق منطقة نجران، و100 عن محافظة حبونا)، أنه ينطبق على مركزهم قول الشاعر: "كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول" فالخدمات تمر من الحصينية إلى المحافظات الشمالية والأهالي يعانون من نقصها، حيث أشاروا إلى أن الحصينية التي تقع على خط نجران/الرياض ومفرق محافظة حبونا، تعتبر بوابة المنطقة للقادمين من العاصمة الرياض، موضحين أن تحويل مركز الحصينية الى محافظة بدلا من تشتيت المواطنين بين المنطقة المركزية نجران ومحافظة حبونا للحصول على الخدمات، هو الحل الأنسب لإنهاء معاناتهم اليومية. وكشفت جولة "عكاظ" الميدانية، برفقة هادي بنيان آل عامر، أوجه القصور في الحصينية التي تشهد عشوائية واضحة، فالحدائق والمسطحات الخضراء والتخطيط العمراني مفقودة، كما أنها تئن من نقص الخدمات وتفتقد الى مدرسة ثانوية للبنات وغياب بعض الادارات الخدمية الحكومية، ومن أبرزها مكتب الضمان الاجتماعي، الأمر الذي يجبر المستفيدين على مراجعة ضمان محافظة حبونا. وقال آل عامر إن تسمية المركز جاءت من بئر الحصينية القديمة التي تعد من الآبار القديمة في منطقة نجران، مثل بئر الخضراء، مشيرا إلى أنه قبل عامين كانت الحصينية تتبع اداريا لمحافظة حبونا واليوم أصبحت مرتبطة مباشرة بمنطقة نجران اداريا، وهذا التغيير ساهم في تأخير وصول الخدمات أسوة بمحافظات المنطقة. ورأى أن ما يزيد من معاناة السكان والبادية أنهم حرموا من رعي إبلهم في الصحراء بسبب قرب موقع الرماية الخاص بالجيش من النطاق العمراني، محملا البلدية المسؤولية في عدم تحديد النطاق العمراني، مشيرا إلى أنه في العام 1431ه انشئت بلدية لمركز الحصينية، واستبشرنا خيرا ولكن للأسف ركزت البلدية جهودها على الطريق الرابط بين نجرانوالرياض الذي يعتبر بوابة دخول نجران من جهة الشمال الشرقي، دون توفير الخدمات البلدية للقرى والهجر المنتشرة في الحصينية وتجاهلها إصلاح الطريق المؤدي الى قرية الحدباء الذي يسبب حوادث مرورية مؤسفة بشكل يومي. من جانبه، قال معيض عبدالله شويل إن الأهالي يعانون من العطش، حيث يضطرون لشراء صهاريج المياه مدينة نجران وبأسعار خيالية حيث وصل سعر الصهريج الواحد إلى 160 ريالا، مطالبا مديرية المياه في المنطقة بالاسراع في توصيل المياه إلى المنازل خصوصا أن محطة المياه اصبحت جاهزة وتنتظر التشغيل من قبل مياه نجران. أما هادي ملفوف آل عامر فقال إن الاهالي يضطرون إلى قطع مسافة أكثر من 70 كلم لإسعاف مرضاهم في مستشفيات مدينة نجران، في ظل عدم وجود مراكز رعاية صحية أولية في قرية الحدباء، مطالبا بإنشاء مستشفى في مركز الحصيية. "عكاظ" نقلت شكاوى الأهالي إلى رئيس بلدية الحصينية مانع بن هادي العوف الذي أكد أن البلدية اعتمدت مخططا خاصا بالإدارات الحكومية في موقع متميز على الشارع الرئيسي الرابط بين نجرانوالرياض، مشيرا إلى أن العمل قائم على قدم وساق للانتهاء من حديقة عامة بمساحة اجمالية تقدر ب53 الف متر مربع وتقع على الشارع العام، وتضم مسطحات خضراء وألعابا للأطفال، مشيرا إلى الانتهاء من المرحلة الأولى وجار ترسية المرحلة الثانية من مشروع الحديقة. وحول أسباب عدم اكتمال الطريق الرئيسي لمركز الحصينية قال العوف إن المقاول واجه صعوبة في الحصول على المادة الأسفلتية ولم نتهاون معه حيث اتخذت البلدية كافة الاجراءات مع المقاول وطبقت بحقة الغرامة المالية واذا لم يكتمل المشروع خلال الاسبوعين المقبلين سنسحب المشروع منه. وأضاف: رغم أنه لم يمض على افتتاح البلدية سوى 3 سنوات فإنها تعمل جاهدة على توفير كل الخدمات البلدية للساكنين، مشيرا إلى أن العمل جار لإنشاء سوق للخضار والفواكه واللحوم، وعلى ساحة احتفالات لأهالي الحصينية، مؤكدا العمل على انارة الشارع الرئيسي على حدودها الادارية مع المنطقة ومحافظة حبونا على مسافة تزيد على 21 كلم إضافة إلى انارة مخطط الدوائر الحكومية المعتمد من قبل البلدية. توزيع 3 آلاف قطعة أكد رئيس بلدية الحصينية أن المركز يعاني بشكل عام من ندرة المياه. وكشف من جهة أخرى عن أن البلدية تعمل حاليا على اعتماد عدد من المخططات السكنية وهناك أكثر من 3 آلاف قطعة أرض سيتم خلال الأيام المقبلة توزيعها على المواطنين في مخطط العزيزية.