«أمانة منطقة جازان ركزت على المشاريع الجمالية فقط على حساب مشاريع البنى التحتية التي تحتاجها المنطقة في المقام الأول، خصوصا في الأحياء العشوائية القديمة».. هذه باختصار خلاصة الاتهامات التي وجهها سكان الأحياء القديمة في منطقة جازان للأمانة، حيث استغربوا تردي الخدمات المقدمة لهم رغم الميزانية الضخمة المرصودة للمشاريع البلدية، مشيرين إلى تدني قيمة التعويضات التي تصرف لهم جراء نزع بعض الملكيات. وحذروا من عودة حمى الضنك إلى المنطقة بسبب انتشار البعوض الذي ينتج عن التجمعات المائية. وسأل علي يحيى حمود من سكان حي المعش، الذي يعول 14 فردا، هل ما زالت النية لدى الأمانة في أن نحظى بجزء من مشاريع الميزانية؟ أم ننتظر الميزانية الجديدة لتشملنا بخيرها؟ ثم هل سيتم تعويضنا أم تستمر المعاناة وتطول المماطلة؟ خصوصا أن لنا تجارب سابقة استمرت سنوات طويلة نبحث خلالها عن مواعيد تسليم هذه التعويضات من الأمانة. من جانبه قال فؤاد النمازي إن الأمانة صرفت جهودها على عمليات التجميل دون الاهتمام بالبنى التحتية وتنفيذ المشاريع المتعثرة بمختلف محافظات المنطقة، مشيرا إلى أن الأمانة تبرر تأخير تنفيذ المشاريع وتسليم التعويضات، بأن الموضوع من اختصاص وزارة الشؤون البلدية والقروية. أما سرحان العلي فقال: إن تأخر التعويضات كشف لنا عن سوء التخطيط لدى أمانة جازان، مشيرا إلى أن أحياء عشوائية كالمعش، والجبل، والعشيمة وغيرها تعاني من تجمعات للمياه الآسنة التي تتسبب في الأمراض الوبائية كحمى الضنك والدرن، موضحا أنه عند هطول الأمطار تتجمع المياه في الحفر داخل الأحياء وتفيض وتتسرب إلى المنازل. إلى ذلك أبدى عدد من أهالي حي المعش تخوفهم من تفشي حمى الضنك بسبب انتشار البعوض الذي ينتج عن التجمعات المائية في أحياء المدينة، وطالبوا الأمانة بردم المستنقعات وكذلك الرش بشكل يومي. وقال يحيى المانع إن مياه المستنقعات تحاصر منازل المواطنين وتسببت في انتشار البعوض ليلا ونهارا، إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة داخل المنازل وفي الممرات والأزقة الضيقة، وأضاف أن الأهالي اتصلوا بالأمانة لتخليصهم من الأوضاع المتردية وتم إرسال فريق عمل للقضاء على الروائح الكريهة ورش المستنقعات المائية، ولكن دون جدوى. إلى ذلك أوضح الناطق الإعلامي في أمانة جازان طارق الرفاعي، أن الأمانة طبقت الاشتراطات في حق كل متهاون وترك المجاري وعدم متابعتها من قبل المواطنين أو أصحاب المحلات التجارية التي تسبب الأذى للممتلكات العامة والمواطنين والمقيمين وتفشي الأمراض، مبينا أن الأمانة ستتخذ الإجراءات اللازمة مع كل من يتعامل بشكل عشوائي. وأكد أن الأمانة تقوم بالرش بصفة مستمرة وتعمل على ردم حفر المستنقعات العامة. وأضاف أن هناك حفرا تقع في أراض مملوكة لأشخاص فتكون هناك مواجهة معهم فيتم رشها بصفة مؤقتة، إضافة إلى أن بعض المياه تأتي من المنازل وهذا ينتج عنه أيضا تجمع للمياه التي تؤدي إلى تفكك طبقة الأسفلت في الشوارع. وحول ما يتعلق بالتعويضات في حيي العشيمة والجبل قال: ما زال العمل جاريا على نزع الملكية، وأصبحت أحياء منزوعة، أما بالنسبة إلى حي المعش فسيتم فتح شوارع أمنية وخدمية، لأن الحي من الأحياء القديمة، وإزالة المباني الآيلة للسقوط، وقد تم تعويض البعض منهم والبعض الآخر سيتم تعويضهم وفق مراحل تتبعها الأمانة. من جهته أوضح مدير إدارة مكافحة الأمراض المعدية ونواقل المرض في صحة جازان الدكتور أحمد سهلي، أن هناك برامج مشتركة مع أمانة جازان من أجل القضاء على حمى الضنك، إضافة إلى حملات مكثفة في مختلف المحافظات، مؤكدا أن الوضع تحت السيطرة. مشيرا إلى أنه تم تنفيذ برنامج توعوي وصحي في آن واحد بهدف مكافحة مرض حمى الضنك الذي يتكاثر في تجمعات المياه الراكدة داخل المنازل وخارجها. غرفة عمليات قال الدكتور أحمد سهلي إن وزارة الصحة دعمت المشروع ب30 مركبة و90 مثقفا صحيا ومستكشفا حشريا، تم توزيعهم في كافة محافظات المنطقة، فضلا عن إنشاء غرفة عمليات لمتابعة آلية العمل وتزويد مختبر مستشفى الملك فهد المركزي في جازان بالفحوصات اللازمة بهدف تسهيل عملية التشخيص والعلاج.