كشفت الأمطار والسيول التي شهدتها منطقة تبوك خلال الفترة الماضية الغطاء عن الخدمات في الأحياء الجنوبية في المدينة، نظرا لغياب الأرصفة وضعف السفلتة، فضلا عن عدم وجود شبكة للصرف الصحي، ما كان له كبير الأثر في غرق تلك الأحياء. وأوضح عدد من سكان الأحياء الجنوبية أنهم بحاجة إلى تخطيط استراتيجي لتنهض أحياؤهم من كبوة الأمطار والسيول، لافتين إلى أنهم أصبحوا يخافون من السحاب، بعد أن كانت هذه المشاهد تمثل لهم فرحة كبرى ببشارة المطر والخروج إلى البر وجبل اللوز للتمتع بالخضرة ومشاهد الطبيعة الساحرة. وأوضح سعيد الحويطي أن الأحياء الجنوبية بعد أن استفاقت من صدمة المطر فإنها تنتظر تفعيل برامج صيانة الشوارع ومد شبكة الصرف الصحي، مؤكدين أن أمين تبوك المهندس محمد عبدالهادي العمري يحمل تركة ضخمة ويتعين عليه مواصلة العمل من اجل تجسير هواجس سكان الاحياء الجنوبية. واوضح ساعد البلوي أن للاحياء الجنوبية قصصا مختلفة عن باقي الاحياء في تبوك وذلك لوجود العشوائية ولتراكم الاخطاء وبيروقراطية العمل في السنوات الماضية.وبين البلوي أن بعض الاحياء الجنوبية في تبوك تعيش على إيقاع العشوائية وينقصها بعض الخدمات الضرورية رغم كل الجهود الحثيثة لأمانة منطقة تبوك تجاه تلك الأحياء لكن يبدو أن الشق أكبر من الرقعة. من جهته أوضح حمدان البلوي وهو أحد سكان الاحياء الجنوبية، لازلنا بانتظار خدمات الصرف الصحي فمياه المجاري زكمت الانوف وهي تسيل عبر شوارعنا. وقال سعد عبدالله الذي يسكن حي الرويعيات، إن خدمات النظافة متدنية في الحي وان السكان يخافون حتى من مشهد السحاب لأن الخدمات الحيوية غائبة عن الحي. وأضاف هذه الأحياء تحتاج إلى تخطيط جديد وفتح شوارع جديدة، واعادة ترميم الارصفة التي تهالكت بسبب عوامل التعرية. ويرى فهد سالم من سكان حي أبو سبعة أن الاحياء الجنوبية في تبوك تحتاج لوقفة جادة من الجهات المعنية فهي تفتقر لعدة امور لعل من ابرزها الانارة التي وصلت فقط لأجزاء معينة من بعض الاحياء، والبعض الآخر لازال ينتظر، ايضا نحتاج الى متابعة جادة من الامانة لعمل شركات النظافة، فضلا عن إزالة محال السكراب المنتشرة بالاحياء الجنوبية والتي تضم بين جنباتها العديد من العمالة الهاربة والمخالفة. وقال سعيد عبدالله «بعض الممرات الضيقة والشوارع العشوائية في الاحياء الجنوبية بتبوك مثل ابو سبعة، رحيل، الرويعيات، البساتين، والمنتزه تظل هاجسا مقلقا وتحتاج إلى حلول عاجلة كونها لا تسمح بسير المركبات عليها بسهولة، وتزداد المشكلة في حال انقطاع المياه لأن الصهاريج لا تستطيع دخول تلك الأحياء. تطوير الشوارع أوضح الناطق الرسمي لأمانة تبوك أحمد الشهري أن تلك الاحياء تحتاج إلى اعادة تنظيم وتهذيب بالكامل، مشيرا إلى أن الامانة تعمل بجهد كبير وواضح على تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية لتلك الاحياء، وبتكلفة تقديرية بلغت 84 مليون ريال تقريبا. وقد قامت الأمانة بتنفيذ مشاريع للسفلتة والارصفة داخل الاحياء الجنوبية الى جانب تحسين وتطوير شوارعها الرئيسية. واضاف أن هناك مشاريع قائمة لدرء أخطار السيول، حيث يتم تهذيب مجاري الاودية بتلك المنطقة، وانشاء سدود ترابية لحماية تلك الأحياء من أخطار السيول.