هل توقفت تبوك عن التمدد وثبتت في مكانها بلا حراك.. يسأل مواطن من المدينة في إشارة إلى أن آخر مخطط تم اعتماده حدث قبل سنوات برغم التزايد السكاني والنمو البشري المتلاحق.. الخدمات في بعض الأحياء وقفت هي أيضا على حالها فطفحت الثغرات والعشوائيات لا سيما في أحياء جنوبتبوك، فضلا عن الارتباك في الشوارع المحورية الذي زاد حيرته الجسر الذي احتل غير مكانه كما يقول بعض السكان. «عكاظ» جالت أمس الأول على أحياء تبوك من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وخرجت بملاحظة استقتها من المواطنين.. لا مخططات جديدة تسهم في توسيع رقعة المدينة وتقلل من إشكاليات وأزمات السكن في مدينة تكتظ بنحو مليون نسمة. ويقول مواطن (كأن تبوك توقفت عن الاتساع والتمدد واكتفت بالمخططات القديمة التي اعتمدت قبل عشر سنوات). الأهالي ينتقدون نظام توزيع الأراضي السكنية وطريقة عمل الجهة المختصة في أمانة المنطقة ويقولون عنها إنها سلحفائية بل توقفت في الفترة الأخيرة ما أحدث إشكاليات لدى قطاع واسع من المواطنين ممن باتوا على قائمة الانتظار. 8 سنوات انتظار في تبوك مشاريع متعثرة وقوائم طويلة في انتظار قطعة أرض لتحقيق حلم العمر وأحياء مرفهة بالخدمات، وأخرى تحت خط الحاجة لذات الخدمات وبينها مواقع عشوائية، لكن الأسئلة التي تطل دائما.. هل توجد في أمانة المنطقة جهة متخصصة في تخطيط المدن؟. وتدور الأسئلة لماذا توقفت تبوك عن التمدد والنمو والاتساع لا سيما أن المدن تتسع وتتجه شمالا إلا هي.. «عكاظ» أجابت على الأسئلة بجولة ميدانية في مختلف الأحياء بدأت بالمروج التي تزخر بعدد كبير من القطاعات الرسمية وفي الحي يقف برج المياه شاهدا على تعثر بعض المشاريع حيث أمضى المشروع أكثر من 8 سنوات ولم يكتمل، ويتحدث الأهالي في مجالسهم عن التعثرات لكن المشرف العام على العلاقات والإعلام في وزارة المياه فهد محمد الخشيم يرى أن نسبة إنجاز مشروع برج مياه تبوك بلغت حتى اللحظة نسبة (97 %)، ومن المتوقع استكمال المشروع قبل نهاية العام الحالي. الجسر الجديد الحائر في الشارع العام بتبوك ثمة مشاريع تحت التنفيذ وأهمها مشروع الجسر الجديد الذي يربط شارعين محورين، ويقول مواطنون منهم عودة البلوي إن الجسر جاء في غير موقعه المناسب، لوكان في مكان حيوي آخر ومزدحم لكان الحال أفضل. ويتفق معه في الرأي ناصر المرزوق، ويضيف أن الجسر يعزل الجنوب عن الشمال ويشوه تاريخ المكان وملامح المدينة. ويرى سعود الشمري وأنور العنزي أن المشروع وغيره من المشاريع لم يخطط لها بصورة متكاملة، لذا صحبها سوء التنفيذ والتعثر. خطأ لا يمكن تداركه في المقابل يقول رئيس المجلس البلدي في تبوك جمال سداد الفاخري: إن قرار تنفيذ الجسر تم في فترة سابقة وبعد البدء في العمل تبين وجود بعض الملاحظات وقد رفع أعضاء المجلس البلدي تقريرا بها وطرح الأمر للنقاش والحوار لكن الأمر أصبح واقعا لا يمكن تداركه نظرا لاعتماد المشروع وترسيته وبدء التنفيذ فيه. ويضيف الفاخري أن أية محاولة لتعديله ستكون مكلفة وعالية النفقات، لذا انحصر النقاش والحوار في تدارك الأمر وعدم تكرار ما حدث والتزمت أمانة منطقة تبوك بذلك. العين المباركة يا سياحة قلعة تبوك وفي محيطها (العين المباركة) المعروفة بعين السكر وهي العين التي وقف عندها رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة تبوك في العام التاسع من الهجرة، حيث سقى واغتسل منها وفاضت بعدها بالحياة والخضرة والنماء.. ثمة سياج حديدي يحيط ببقايا العين ويشرح المشرف التربوي حمود محمد جبر العطوي ويقول هي عين مباركة اكتسبت أهميتها من يد رسولنا الكريم وتحتاج لوضع لوحة إرشادية توضح للعابرين ماهية العين وأهميتها، ويضيف: قبل مايزيد عن خمس سنوات زرت العين المباركة فلم يبق منها إلا الأطلال والذكرى العطرة. ويطالب البلوي جهاز السياحة في تبوك وضع لوحات إرشادية توضح أهمية العين المباركة ومكانتها التاريخية والدينية، مشيرا إلى أن العين المباركة ليست معروفة ولايعرف الناس مكانها ولايدركها سوى المهتمين. ويؤكد البلوي على دور جهاز السياحة في ضرورة الاعتناء بالمكان لما يحمله من دلالات مهمة. لا نسيم في النسيم في الساعة الخامسة غادرت «عكاظ» موقع العين المباركة إلى الأحياء الجنوبية حي الشيخ كريم، رويعيات، النسيم، وحي أبوسبعة وغيرها من الأحياء التي تعاني العشوائية مثلما تشكو نقص الخدمات البلدية، فالكثير من الشوارع بلا سفلتة وبلا خدمات للصرف الصحي ولا أثر لمشاريع تصريف مياه الأمطار. ففي مواسم الهطول يواجه السكان إشكاليات كبيرة منها تردي النظافة وتهدور حال البيئة لا سيما في حي الشيخ كريم والنسيم ورويعيات، وثمة محاولات هنا وهناك تقودها أمانة تبوك في محاولة لمعالجة الخلل والقصور عبر مد بعض الأحياء الجنوبية بخدمات المياه وبعض الخدمات الأخرى، لكن واقع الحال يشير إلى أن تلك الأحياء ما زالت بحاجة إلى مشاريع واسعة تنتزعها من أوضاعها. في حي النسيم لا نسيم روائح منبعثة من النفايات إلى جانب مخلفات المباني والأسلاك الكهربائية الملقاة في مخالفة واضحة لاشتراطات وموجبات السلامة.. يقول المواطنون ينبغي على الجهة المختصة درء المخاطر حيث تحولت الأسلاك إلى مصائد لحياة العابرين والأبرياء لأنها تقبع فوق أعمدة خشب. ويشير حمدان العنزي (من حي رويعيات) إلى وجود جوانب من الفوضى في الحي، مؤكدا على تدني مستوى النظافة ويبدي مخاوفه على الأطفال من انتشار الأمراض والأوبئة. من جانبه يقول المواطن تركي الزهراني من سكان الأحياء الجنوبية: لاتوجد مسطحات خضراء ولا حدائق عامة، فالأطفال لا يجدون مكانا للترفيه. أما حمود السند فيجدد القول إن أعمدة الإنارة باتت تشكل خطرا حقيقيا على السكان. بيع بدون إخطار من جانبه أبان ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة بأمانة منطقة تبوك أحمد الشهري أن الأحياء الجنوبية هي عشوائية ومعظمها مملوكة لمواطنين بادروا بتجزئتها وبيعها دون إخطار البلدية وهي فعلا تحتاج إلى صيانة وترميم وعناية، والأمانة تعمل على قدم وساق على تنفيذ عدد من المشروعات الخدمية بتكلفة تقديرية بلغت 84 مليون ريال. وأضاف الشهري، أن الأمانة تتولى تنفيذ مشاريع للسفلتة والأرصفة والإنارة داخل الأحياء الجنوبية إلى جانب تحسين وتطوير شوارعها الرئيسية ومنها طريق الإمام محمد بن عبدالوهاب وطريق عثمان بن عفان. وأبان أن هناك مشاريع قائمة لدرء أخطار السيول، وتتم حاليا تنظيف وترتيب مجاري الأودية وإنشاء سدود ترابية لحماية الأحياء من أخطار السيول. وتظل الأسئلة مشرعة أمام المسؤولين في أمانة منطقة تبوك وفي المجلس البلدي إلى متى يظل آلاف المواطنين في قوائم انتظار حلم الأراضي السكنية، متى يتحقق حلم سكان الأحياء الجنوبية في تكامل حقيقي للخدمات، ومتى يتم إنجاز وإكمال المشاريع المتعثرة؟.