احتفت اثنينية عبدالمقصود خوجة البارحة بالروائي يوسف المحيميد الفائز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام التي تزامنت مع معرض الرياض الدولي لكتاب. وتحدث المحيميد في الاثنينية عن مشواره التعليمي والأشخاص الذين ساندوه في مشواره الإبداعي الذي اتجه إلى الإخراج للمشاهد البسيطة ثم الرسم الذي توقف عنه نزولا عند رغبة والدته قائلا: «ذهبت إلى التشكيل، وتحولت غرفتي الصغيرة في زاوية بيتنا في «عليشة» إلى مرسم تفوح منه رائحة ألوان الزيت، إلى أن رضخت ذات ظهيرة لرغبة أمي بأن أكف عن رسم ذوات الأرواح»، وأضاف: «لكنني لم أستطع أن أصمت طويلا، فذهبت متلصصا إلى التصوير الفوتوغرافي، أحمل أدواتي معي أنى اتجهت، الكاميرا والعدسات والمرشحات الملونة وحامل الكاميرا، تدهشني التفاصيل فأدونها بالكاميرا، أعشق الكائنات الراكضة فأوقف سيرها الحثيث داخل صندوق الكاميرا، هكذا كنت أتنقل بين عدد من الفنون البصرية، من ما يشبه السينما، إلى التشكيل، فالتصوير الضوئي، فهل كنت أدرب بصري جيدا، كي أصل إلى التصوير بالكلمات؟ هذا ما حدث فعلا. فلم أرسم وجوه الناس بالفرشاة والزيت، بل بالقلم والحبر، ولم أحرك الصور على لوحة العرض الجدارية، وإنما حركتها على الورق الأبيض الموحش، ولم تكن هذه التجارب القديمة غير ذات جدوى، أو مجرد إضاعة للوقت، بل كانت هي الأساس البصري المهم، الذي استفدت منه في الكتابة السردية فيما بعد». وبين المحيميد «أحب الكتابة كثيرا، وأتلذذ بها، بل إنني أيضا أحب الطريق الذي يقودني إليها».. وكانت الاحتفائية استهلت بكلمة لراعي الاثنينية عبدالمقصود خوجة الذي تحدث عن المحتفى به قائلا: «تسعد مقاعد الاثنينية هذه الأمسية بتكريم الرواية السعودية الحديثة، احتفاء وترحيبا بالروائي المجدد يوسف المحيميد، المسكون بقلق أسئلته الحميمة، التي ظللت أعماله الروائية بغلالة فلسفية شفافة، فهو مفرد بصيغة الجمع، ذلك كونه صاحب مشروع إبداعي أخذت ملامحه في الظهور في عشرينيات قرننا الجاري، عبر أنساق متعددة من أجناس الكتابة الإنسانية تصب مجتمعة باتساق فريد في محيط رؤيته الواسعة، بما يجعل من اختلافها فعلا تكامليا ملهما، ومصدر إثراء ينعش ذاكرة الحكي لروائي يحلق بأجنحة شاعر، و شاعر يمشي بالأقاصيص، وصاحب عين تحاور اللون في ظلال الصورة يبحث عن روحه فيجدها قد اتكأت في كل زوايا التجريب، فالإبداع هو فعل حياته الضروري والمغامرة الشائقة التي يخوضها بوعي الكتابة» .