تزايد عدد الأطفال الذين يبيعون سلعا بسيطة ويمارسون التسول في المدينةالمنورة في الآونة الأخيرة، وباتوا أكثر تنظيما من ذي قبل، ما أثار استياء الأهالي الذين رأوا في أولئك الصغار الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، تشويها لطيبة الطيبة، خصوصا أنهم يستهدفون الزوار بطريقة تسيء للمدينة التي عرف عن أهلها الكرم والجود. وأوضح يحيى الغانمي أنهم رصدوا منذ نحو أسبوعين تزايد أعداد أطفال دون التاسعة من جنسيات آسيوية قرب التقاطعات الحيوية في المدينةالمنورة يبيعون سلعا بسيطة إضافة إلى مزاولة التسول المقنع، ملمحا إلى أنهم ينتشرون بدءا من غروب الشمس ويستمرون حتى منتصف الليل. وذكر الغانمي أن الظاهرة تزداد خلال إجازة نهاية الأسبوع، إذ تتضاعف أعدادهم عن المعدل اليومي، مشيرا إلى أنهم يزعجون الأهالي والزوار لا سيما أنهم ينتقون المواقع المهمة لمزاولة نشاطهم مثل الطرق الرئيسية المؤدية إلى المسجد النبوي الشريف، مسجد قباء. إلى ذلك، أفاد سالم الأحمدي أن أولئك الاطفال ينتمون إلى أكثر من جنسية آسيوية، ويعملون وفق آلية منظمة، حيث يجري جمعهم من مختلف الأحياء في المدينةالمنورة، وبعد ذلك توزع عليهم المهام، مبينا أن هناك مشرفا يراقب عمليات التسول والبيع من مكان قريب منهم دون أن يلفت إليه الأنظار، ويكون على تواصل مع الأطفال المتسولين أو البائعين. وبين الأحمدي أن المشرف يحرص على تأمين ممر آمن لهؤلاء الأطفال الذين يبدأون نشاطهم منذ الدقائق الأولى لغروب الشمس، ويستمرون في عملهم حتى منتصف الليل. من جهته، ألمح خالد الشرقي إلى أنه بمجرد غياب الشمس يحضر الأطفال بعد نزولهم من سيارة بيضاء، لتبدأ رحلة عملهم اليومية، موضحا أن نشاطهم يزداد في نهاية الأسبوع حيث تشهد المدينةالمنورة كثافة في أعداد الزوار. وبين الشرقي أن الأطفال يمتازون باللياقة والرشاقة التي تمكنهم من الهرب في حال شعورهم بالخطر، في حال رصدت الجهات المختصة نشاطهم، موضحا أن عملهم يبدأ عندما تضيء الإشارة المرورية اللون الأحمر، حيث ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، قسم يتسول، وآخر يبيع سلعا بسيطة مثل ألعاب الأطفال أو العلك أو السبح، والقسم الثالث يراقب المنطقة التي ينتشر بها هؤلاء الأطفال. وذكر الشرقي أن كل من يرى أولئك الصغار يكتشف التناغم بينهم، وبمجرد شعورهم بأي جهة أمنية أو رقابية يصدر المشرف عليهم إشارة يتجاوبون معها سريعا بالانسحاب من المنطقة على الفور، لافتا إلى أن أولئك الصغار لا يكتفون بالانسحاب من الموقع، بل يعرفون الأماكن التي يلجأ إليها كل طفل، حتى صدور إشارة أخرى تهدف إلى جمعهم ومن ثم مغادرتهم الموقع. بدوره، ذكر ل«عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد بن عامر الغنام أن الدوريات الأمنية تتابع ما يعرفون بأطفال الشوارع من خلال حملات مستمرة، لضبطهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات، موضحا أنه في حال ضبط المتسول الأجنبي فإنه يجري إحالته إلى الإدارة العامة للجوازات لاستكمال الإجراءات، وإذا كان المتسول من الجنسية السعودية ينقل إلى مكتب العمل لدراسة حالته وظروفه الاقتصادية. وأشار الغنام إلى أن مكافحة التسول يشترك فيها عدد من الجهات المختصة، وتهدف الى الحد من انتشار هذه الحالات ومن ثم تحولها إلى ظاهرة في المستقبل القريب. وقال الغنام: في حال رصد عمليات بيع يقوم بها أولئك الأطفال عند إشارات المرور أو في أي مكان آخر، تتواصل الجهات الأمنية مع لجنة ضبط المخالفات في أمانة منطقة المدينةالمنورة، وهي الجهة المختصة بمتابعة مثل هذه القضايا والتحقيق فيها. ليست ظاهرة أكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد بن عامر الغنام ان تسول الأطفال او ما يتم وصفه ب«أطفال الشوارع»، حالات لم تصل بعد إلى حد الظاهرة، مبينا أنه يجري السيطرة على انتشارهم في العديد من المواقع الحيوية.