انطلق قبل أيام موسم العقرب الثالث والأخير الملقب بالدسم، متزامناً مع موسم بياع الخبل عباته، ويطلق عليه برد الحسوم عند العرب، وبرد العجوز عند أهل البادية، وبرد الشولة عند أهل الزراعة. ووفق الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق إن برد العجوز هو برد الحسوم التي ذكرها الله عز وجل في كتابه، حيث قال «سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً» أي البرد الذي أهلك الله به قوم عاد، وفي مختصر تفسير ابن كثير أنها تأتي في عجز الشتاء أي آخره، فسميت إعجاز والعامة تسميها العجوز. وبين أن الصبا هي الريح التي يسميها العامة النعشي أي الريح التي تهب من جهة نجوم بنات نعش الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية، والدبور هي الريح الشمالية الغربية. وأوضح أن برد بياع الخبل عباته أو برد العجوز يطلق على برد نهاية الشتاء أي خلال فصل الربيع، ويوافق ذلك آخر موسم العقارب وموسم الحميمين، وعادة ما يسبق هذه الفترة ارتفاع في درجة الحرارة، فيظن البعض أن البرد قد انصرف إلا أنه يعاود هجمته مجدداً مصحوباً برياح شمالية أو شمالية شرقية، وهو برد مباغت ومؤثر خاصة على الأطفال وكبار السن، وتنشط خلال هذا الموسم الرياح المحملة بالغبار والأتربة، وفي نهايته تسود الرياح الجنوبية أو الجنوبية الشرقية الدافئة ثم تعقبها آخر نسمات الربيع فتتهيج الحشرات وتكثر أمراض الحساسية بأنواعها. وأضاف أن برد هذا الموسم مهلك للحرث لأن هجومه يكون عادة بعد موجة الدفء وعلى غفلة، وتحكي الأساطير أن سبب تسميته ببرد بياع الخبل عباته هو أن رجلا معتوها اشترى عباءة لتقيه من لسع الشتاء، وفي نهايته عاد الدفء الصيفي، فظن أن البرد انجلى فباع عباءته فعاود البرد بهجمة شرسة فأهلكه فسمي هذا الموسم باسمه. والمزارعون يسمونه برد الشولة والتي هي ذنب طائر ربيعي صغير أسود اللون ويسمى«أم سويد» يظهر في هذه الفترة، دأب على رفع ذيله عاليا ًثم خفضه إلى الأسفل، وتسميته ببرد العجوز ترجع لعجوز في العصور الغابرة عند العرب تكهنت بعودة الشتاء لأيام قلائل، واستبشروا بدخول الربيع ولبسوا ملابس الصيف، وتحققت توقعات العجوز وسميت الأيام المذكورة نسبة لها، وقيل إنه كانت هناك عجوز أحست بالدفء فأزالت صوف غنمها ثم رجع البرد ما أدى لنفوقها، وقيل أيضا إن عجوزاً لها ناقة لم تلقح في أول الشتاء، فدعت ربها بأن يرسل رياحاً باردة لتلقح ناقتها فهبت الرياح التي سميت ببرد العجوز، لافتاً إلى أن برد العجوز لا يكون بارداً في كل الأعوام ولا دافئا على الدوام فمعتدل في حين وبارد في بعض الأحيان، ممطر ومغبر من عام إلى عام حسب الدورات المناخية.