تفشت الأمراض الصدرية والتنفسية بين سكان بطحاء قريش في العاصمة المقدسة، إثر الغبار المتطاير الذي تحدثه آليات تحطيم الصخور في جبل ثور لإنشاء الطريق الدائري الرابع، ولم تتوقف معاناة الأهالي عند هذا الحد، بل أضحوا يشكون الازعاج الصادر من التفجيرات، خلال استخدام الديناميت لتفتيت أجزاء الجبل، مطالبين الشركة المنفذة بالاستعانة بالماء خلال تحطيم الصخور لمنع انتشار الغبار والأتربة في الموقع، أسوة بما تفعله الشركة المنفذة لتوسعة مطاف المسجد الحرام. وشكا طلال حمزة من إصابة طفله الصغير بالربو والأمراض الصدرية إثر الغبار المتطاير الذي تحدثه معدات تكسير الصخور في جبل ثور لإنشاء الطريق الدائري الرابع، مطالبا الجهات المختصة بإيجاد الحلول لها قبل تفاقم الوضع. وشدد على أهمية التزام الشركة المنفذة للمشروع باستخدام طرق حديثة والاستعانة بالماء خلال تنفيذ عملية التكسير ونقل الصخور، خصوصا أن المشاريع لا تبعد عن مساكنهم سوى مسافة بسيطة جدا، ما يجعلها عرضه للغبار والأتربة. وعاد حمزة للحديث عن حالة طفله، موضحا أنه بات يعاني من صعوبة في التنفس ما جعله يتردد به على المستشفى باستمرار، لتلقي الاكسجين، مبينا أنه أصبح يبحث جديا عن مسكن مناسب ينتقل إليه بعيدا عن غبار وأتربة بطحاء قريش. إلى ذلك، ذكر حاتم الغامدي أن فرحتهم بتنفيذ مشروع الطريق الدائري لم تكتمل حين اصطدموا بالغبار المتطاير في حيهم بفعل الكسارات التي تحطم الصخور، مشيرا إلى أن إحكام إغلاق النوافذ لم يجد نفعا. وأشار الغامدي إلى أن سكان بطحاء قريش باتوا يعانون أيضا من الازعاج الذي يحدثه الديناميت المستخدم في تفتيت الصخور، مطالبا الشركة المنفذة باللجوء إلى ادوات ووسائل آمنة، مثل استخدام المياه للحد من انتشار الغبار. من جهته، حث أحمد الزايدي الشركة المنفذة لمشروع الدائري الرابع بالاقتداء بالشركة القائمة بتوسعة مطاف المسجد الحرام، لافتا إلى أن عمليات الإزالة لا يصاحبها غبار وأتربة لأنهم يستخدمون الماء. وتمنى تدارك الوضع سريعا لإنهاء معاناة الأهالي في بطحاء قريش الذين تضرروا كثيرا من الغبار ودوي التفجيرات الذي يحدثه الديناميت خلال تفتيت صخور الجبال. في المقابل، أوضح مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن الشركة المنفذة للمشروع ملتزمة بوسائل السلامة والصحة العامة لجميع المواطنين القاطنين في الأحياء المجاورة والعاملين في المشروع. تهييج الأمراض التنفسية حذر أخصائي الجهاز التنفسي الدكتور محمد صلاح دمنهوري من المشاكل الصحية التي يسببها الغبار والأتربة لكل من يتعرض لها، ملمحا إلى أنها عادة ما تتسبب في تهييج الأمراض التي يعاني منها المريض مثل أمراض الرئة وتلف أنسجة الرئة وحساسية العين والتهاب وحكة الجلد كما يؤثر الغبار غالبا على الأطفال وكبار السن و المصابين بالربو. وبين أن الأشخاص الأصحاء قد يتعرضون لاضطرابات تنفسية قصيرة المدى، مطالبا إحكام إغلاق نوافذ المنازل والسيارات وتنظيف المنازل بشكل جيد من آثار الغبار.