كشفت دراسة حديثة، أن مرضى الربو معرضون للإصابة بمرض الاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض(حساسية الصدر). وربطت الدراسة التي نشرت نتائجها خلال شهر مارس من السنة الجارية، في موقع مجلة (الرعاية الأولية للأمراض الصدرية) البريطانية ، هذا الاكتئاب الذي يصيب مرضى الربو بعدة عوامل منها تدخين السجائر، الإصابة بأمراض مزمنة أخرى، انخفاض مستوى التعليم، إضافة إلى تدهور التحكم في أعراض الربو. وأوضحت أن 15% من إجمالي 439 مريضا بالربو الشعبي (حساسية الصدر)، تمت متابعتهم ورصد تحكمهم في أعراضه عن طريق مقياس علمي يجمع معلومات عن عدد وطبيعة الأزمات التنفسية، والعلاجات المستخدمة، ومدى تأثير المرض على الحياة العملية والاجتماعية للمريض، إضافة إلى جمع أدلة على ظهور وتطور أعراض الاكتئاب واضطرابات المزاج، على مدى عامين قد أصيبوا بأعراض مرض الاكتئاب (بنسبة الضعف عن غيرهم)، وارتباط الاكتئاب بعدة عوامل من ضمنها: تدخين السجائر، الاصابة بأمراض مزمنة أخرى، انخفاض مستوى التعليم، إضافة إلى تدهور التحكم في أعراض الربو. من جهته أيد استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم ومدير مركز اضطرابات النّوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة الدكتور أيمن بدر كريّم نتائج هذه الدراسة مؤكداً أن المصابين بفرط حساسية الجهاز التنفسي، خاصة الذين يعانون أصلا من ضعف السيطرة على أعراض الربو الشُّعبي، يتأثرون بشكل مضاعف عن غيرهم من الأشخاص غير المصابين بأمراض صدرية عند تعرضهم لكميات كبيرة من الأتربة والغبار أو الدخان. وحذر د.كريم من التعرض إلى تغيرات الطقس وموجات الغبار التي تشهدها معظم مناطق المملكة هذه الأيام مؤكداً أن التعرض لمثل هذا الجو السيئ وما يحمله من تلوث بعوادم السيارات وأتربة، يعد أحد أهم أسباب زيادة حالات الربو الحادة والتهابات الحلق والأنف حيث تساعد هذه البيئة المحيطة على تهيج الأغشية المخاطية لمجرى الجهاز التنفسي العلوي والسفلي مبيناً أن التعرض للغبار والعواصف الرملية وتغيرات الجو المفاجئة يُعد من الأسباب الرئيسة لتدهور كثير من حالات الربو وفرط حساسية الجيوب الأنفية، واحتقان الأنف والحلق، مما يؤدي إلى زيادة عدد الحالات الطارئة التي تستقبلها المستشفيات، ونصح د.كريم مرضى الربو الشُّعَبي، وفرط حساسية الأنف والجيوب الأنفية، بتجنب التعرض لتغيرات الطقس الحادة التي تمر بها البلاد هذه الأيام نتيجة لدخول فصل الربيع الذي ينتشر فيه التعرض لغبار الطلح النباتي وهو من المواسم المعروفة بارتباطها بتهيج الحساسية، كما حثهم على لبس الكمامات الواقية، عند بوادر الطقس السيئ ومتابعة التقارير الجوية المحلية للتعرف على كثافة التلوث الهوائي ونسبة الغبار، والحرص على زيارة الطبيب بشكل دوري لأخذ النصائح المساعدة على التحكم في فرط الحساسية بصفة عامة، وعدم الانتظار حتى تخرج الأعراض عن حدود السيطرة، إضافة إلى الاهتمام بتناول العلاجات الوقائية (موسعات الشعب الهوائية ومضادات الالتهاب الموضعية عن طريق الاستنشاق، ومضادات الهستامين) بصفة منتظمة. وأبان أن مرض الربو يعتبر من الأمراض المنتشرة عالميا، حيث يصيب ما يقرب من 5% من الأفراد في المجتمع الأمريكي وترتفع هذه النسبة إلى 15- 20 % في بعض مناطق المملكة وأنه يمكن أن تؤدي الإصابة بمرض الربو إلى تفاقم تكاليف العلاج الطبي (قريبا من مليار ريال سعودي سنوياً) وتدهور الحالة الصحية العامة للمريض، وتعسر تحصيله الأكاديمي إضافة إلى ارتفاع نسبة تغيبه عن العمل. وأشار إلى إن الربو يكون في كثير من الأحيان سببا في رداءة النوم والأرق المزمن بسبب نوبات السعال وضيق التنفس التي تنتاب ما يقرب من 70 % من المصابين به بمعدلٍ أقله نوبة واحدة في الأسبوع مشيراً إلى أن ما يقرب من 40% من المصابين بالربو يعاني من الاستيقاظ المتكرر بالليل نتيجة نفس الأعراض، ولتناول موسعات الشعب الهوائية سريعة المفعول.