حذر الأطباء المختصون مرضى الربو وحساسية الصدر من التعرض لموجة الغبار والعوالق الترابية التي تغطي سماء بعض المناطق وتحديدا الرياض نتيجة التقلبات المناخية تجنبا للتعرض لأزمات الربو. وشددوا على ضرورة ارتداء الكمامة الطبية في حالة الخروج في أجواء الأتربة المثارة. وأوضح استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة الدكتور أيمن بدر كريم، أن مرضى الربو وخصوصا الأطفال أكثر تأثرا بالغبار، حيث تؤدي ذرات الغبار إلى تهييج الجهاز التنفسي، وفي حالة التأخر في التدخل العلاجي، فإن المريض يدخل في مرحلة متقلبة من المرض تستوجب التدخل العلاجي في المستشفى، حيث إن بعض الحالات الهادئة بإمكانها استعمال موسعات الشعب الهوائية إذا لم تتأخر الحالة بشكل كبير، أما إذا أصبحت الحالة متطورة فإنه يجب التوجه إلى المستشفى فورا. ونصح الدكتور كريم بضرورة ارتداء الكمامة في حالة الخروج في الشارع إذا كانت الأجواء تغطيها عوالق ترابية. ورأى استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد عبيد باواكد، أن الأشخاص الذين يعانون من الربو تتهيج صدورهم نتيجة الالتهاب المزمن في الأغشية المبطنة للشعب الهوائية في الرئتين، وهو ما يسبب زيادة حساسيتها لأي مهيج (كالغبار، والتدخين، وغيرهما) ويؤدي إلى انقباض هذه الشعب وضيقها، وحجز كميات كبيرة من الهواء داخل الصدر. وأفاد الدكتور باواكد أن هناك فرقا بين المسبب والمهيج للمرض، فالأول هو الذي يؤدي إلى حدوث مرض الربو عند الشخص السليم، أما مهيجات المرض فهي مواد تؤدي إلى حدوث نوبة الربو عند الشخص المصاب بالربو أصلا. ودعا الدكتور باواكد إلى ضرورة عدم إهمال نوبة الربو في حالة التعرض لها وخصوصا الأطفال، والبدء في استخدام الشعب الهوائية والتوجه إلى المستشفى لإكمال العلاج اللازم. إلى ذلك نبهت وزارة الصحة السائقين بإغلاق النوافذ جيدا أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة. وأكدت أن أقسام الطوارئ في مستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تتضرر بموجة الغبار والأتربة ولاسيما مناطق الوسطى والشرقية قد اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي وخاصة المصابين بمرض الربو.