في مشهد مأساوي يتكرر بشكل يدعو للقلق، تقع حوادث كارثية يذهب ضحيتها الكثيرون من الأبرياء بسبب انتشار الإبل السائبة في الطريق الدولي بين مدينتي طريف والقريات والمتجه إلى الحدود الأردنية، حيث تقطع الإبل الطريق قادمة من الشرق إلى الغرب بحثا عن الموارد المائية ما يشكل خطرا كبيرا على مرتادي الطريق الذي يخلو من السياج الحديدي. «عكاظ» التقت عددا من مواطني طريف عبروا عن قلقهم الشديد تجاه هذه الظاهرة التي تزداد صيفا وتقل شتاء بسبب بحث الإبل السائبة عن المياه. وتحدث زايد الفحاط قائلا: فقدت أخي الأكبر بسبب اصطدامه بخمسة جمال سائبة، وتم إبلاغ الجهات المعنية، حيث أمكن التعرف على صاحب الجمال، وتمت إحالة الموضوع الى المحكمة الشرعية، إلا أن صاحب الإبل رفض الاعتراف بالخطأ، وأنحى باللائمة على الراعي -من جنسية عربية- واتهمه بالإهمال، وأضاف الفحاط أن المكان الذي تقطعه هذه الإبل لا تزيد مسافته على 20 كم، مقترحا أن يتم تأمينه بسياج حديدي منعا لتكرار هذه الحوادث الكارثية. وفي حادثين منفصلين لقى اثنان من أقارب محمد عويجان الرويلي حتفهما بسبب عبور الجمال السائبة طريق القريات/طريف ليلا ما أدى إلى فقدان رب الأسرة والعائل الوحيد لها، ما تسبب في فاجعة أسرته وانعكاس ذلك على حياة أبنائها اجتماعيا وتعليميا وماديا، واقترح الرويلي وضع سياج حديدي على جانبي الطريق لمنع دخول الإبل السائبة حفاظا على الأرواح. وحمل طارق الرويلي أنظمة المحميات كمحمية حرة الحرة جزءا من المسؤولية حيث لا تسمح بدخول الإبل إذا كان معها راع أو مالك لها إلى داخل الأراضي المحمية، فتشجع بذلك ملاك الإبل على تركها دون راع، وبالتالي تصبح سائبة فتسرح وتمرح دون هدى، لافتا إلى أن الحل يكمن في منعها من دخول الأراضي المحمية إلا بوجود راع وتصريح رسمي لمعرفة هوية صاحبها. فيما خالف أحمد الرويلي سابقه حول مسؤولية ما يحدث إذ وجه أصابع الاتهام إلى أصحاب الجمال أنفسهم، قائلا: الإبل حيوانات لا عقل لها، ولا ذنب لها أيضا، فعلى أصحابها أن يتقوا الله في أرواح الناس الأبرياء، وعدم ترك الجمال بلا راع، وناشد الجهات المسؤولة بتشديد العقوبات على أصحاب الجمال السائبة وذلك بفرض غرامات مالية رادعة، يتم تغليظها لتصل إلى السجن، مع مصادرة الإبل، للقضاء نهائيا على هذه الظاهرة الخطيرة. مشعل الطرقي أحد الناجين من الموت بعد تعرضه لحادث كبير وقع على الطريق بسبب الجمال السائبة، حيث تصادمت ثلاث سيارات، وتوفى سائق إحدى السيارات، ولم يتم التعرف على صاحب الإبل التي تسببت في الحادث، ناشد الجهات المسؤولة بوضع لوحات إرشادية تحذيرية بهدف لفت انتباه المسافرين وقائدي المركبات وحثهم على توخي الحذر واليقظة، مطالبا قائدي المركبات بالتقيد بالسرعة النظامية وقواعد السير. ويقترح محمد الرويلي تطبيق نظام الشريط العاكس على الإبل لكي تسهل رؤيتها ليلا، حيث يتشابه لون الطريق مع الإبل، كما يرى أن أحد الحلول يتمثل في توفير موارد مائية للجمال على أطراف محمية حرة الحرة لكي لاتقطع الطريق شرقا بحثا عن الماء صيفا. ويؤكد محمد عويد أن هذه الظاهرة أصبحت أمرا مقلقا لجميع مرتادي الطريق من اهالي مدينة طريف والقادمين من دول الخليج باتجاة منفذ الحديثة مناشدا الجهات ذات العلاقة بالعمل على إيجاد حلول عاجلة حفاظا على الأرواح. أما عمير السمحي فيرى أن قلة الوعي لدى أصحاب الإبل واعتمادهم على عمالة تنقصها الخبرة هي أحد أهم أسباب هذه الحوادث، فالمعروف أن طريق الشمال هو طريق دولي، ويعد بوابة المملكة من جهة الأردن وتكمن خطورته في الجمال السائبة ليلا، ومعروف لدى الجميع أن المنطقة الشمالية رعوية بالدرجة الأولى، وشاطره الرأي محمد حجي حيث أنحى باللائمة على ضيق المساحة الرعوية في منطقة كانت الأولى على مستوى المملكة وذلك بسبب وجود محمية حرة الحرة التي تزيد مساحتها الإجمالية على 13 ألف كم مربع ويرى تقليص هذه المساحة الكبيرة بالإضافة إلى وضع سياج حديدي لحماية الطريق. من جهته، أشار ل«عكاظ» الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الحدود الشمالية العقيد عويد بن مهدي العنزي إلى وجود بعض الإبل السائبة التي تقطع الطريق خاصة أثناء الليل، مؤكدا أن الجهات الأمنية كثفت دوريات أمن الطرق بتكليف دوريتين بشكل يومي لحماية سالكي الطريق الدولي من خطر عبور الإبل بين مدينتي طريف والقريات، لافتا إلى طول الطريق ومحدودية مجال الرؤية الليلية. شريط عاكس للإبل اقترح بعض المواطنين تطبيق نظام الشريط العاكس على الإبل لكي تسهل رؤيتها ليلا، معللين ذلك بتشابه لون الطريق مع الإبل، فيما يرى آخرون أن أحد الحلول يتمثل في توفير موارد مائية للجمال على أطراف محمية حرة الحرة لكي لا تقطع الطريق شرقا بحثا عن الماء صيفا، وناشدوا الجهات المعنية بإيجاد حلول جذرية حفاظا على الأرواح.