حكومة تكنوقراط أم حكومة أقلية يسارية أم تحالفات صعبة أم انتخابات جديدة؟ مازالت إيطاليا الجمعة تعيش حالة غموض في أعقاب انتخابات لم تسفر عن أكثرية واضحة، ما يثير المخاوف في مجمل أوروبا. مع نفاد الوقت وتزايد قلق الأسواق، مازالت البلاد المثقلة بالديون والغارقة في الانكماش تراوح مكانها بانتظار قرارات عاجلة وصعبة وسط غياب سيناريو بارز على الفور. واعترض الفائز الفعلي في استحقاق الأحد والاثنين الممثل الهزلي السابق بيبي غريلو الذي أحرز حزبه «حركة 5 نجوم» ربع الأصوات، بشدة على اقتراح قدمه زعيم اليسار لويجي برساني للاتفاق على برنامج مشترك للإصلاحات الملموسة (اقتطاعات في النفقات الإدارية، إجراءات لصالح العاطلين عن العمل والعمال المؤقتين). وعلى برساني الذي يتمتع بأكثرية في مجلس النواب وأقلية في مجلس الشيوخ الحصول على دعم «حركة 5 نجوم» التي تملك 54 مقعدا في مجلس الشيوخ أو ائتلاف اليمين بقيادة سيلفيو برلسكوني، لاجتياز التصويت بالثقة لكي تتمكن الحكومة من تولي مسؤولياتها. وأعرب برلسكوني عن استعداده لدعم برساني بشروط، وهي فرضية يرفضها ناشطو اليسار ومحيطه بشكل قاطع. لكن أيا من برلسكوني وغريلو لا يفكر في إقامة تحالف مع الآخر. واعتبر استاذ العلوم السياسية روبرتو داليمونتي أن بيبي غريلو هو من سيقرر، وهذا مرهون بإرادته إجراء انتخابات جديدة أم لا. وما زاد من توتر السيناريو الإيطالي إقدام الكثير من مناصري «حركة 5 نجوم» على الاعتراض على قرار غريلو عندما رفض مسبقا اتفاقا مع اليسار. وفي مسعى لطمأنة مخاوف الاتحاد الأوروبي، وعد الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو الخميس في زيارة إلى المانيا بأن بلاده «ستتحمل مسؤولياتها وتقدم حصتها من التضحيات» من أجل الصرح الأوروبي. لكنه أقر «بعدم إمكانية تسريع» تشكيل الحكومة الذي ينبغي أن ينتظر النصف الثاني من مارس (آذار).