تواجه إيطاليا مأزقا سياسيا ناشئا جراء عدم تكون أكثرية في مجلس الشيوخ غداة الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد. وتضع هذه العملية البلاد على شفا أزمة جديدة، ستسفر عن تشكيل برلمان معلق يتقاسم اليمين واليسار السيطرة على مجلسيه. وبعد فرز 99 المئة من أصوات الناخبين، يتجه ائتلاف يسار الوسط بزعامة بيير لويجي برساني لتحقيق الفوز بغالبية ضئيلة في مجلس النواب، بينما يتوقع أن يحقق التحالف اليميني بقيادة رئيس الوزراء السابق سلفيو برلسكوني نتائج جيدة في مجلس الشيوخ. وحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية بعد فرز أكثر من 99.9 بالمئة من الأصوات، فإن تحالف اليسار بزعامة برساني حصل على 55.29 بالمئة من الأصوات مقابل 18.29 بالمئة لتحالف اليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني. وبالنسبة لمجلس الشيوخ، أوضحت أرقام وزارة الداخلية أن اليسار فاز ب97 مقعدا مع 63.31 بالمئة من الأصوات مقابل 110 لليمين حتى وإن لم يحصل إلا على 71.30% من الأصوات. ولأن موافقة مجلسي النواب والشيوخ كليهما ضرورية لإقرار القوانين، فإن يسار الوسط سيحتاج إلى الدخول في ائتلاف مع حركة (خمسة نجوم) بزعامة نجم الكوميديا بيبي جريلو أو يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفو برلسكوني. وإذا لم يمكن الوصول إلى اتفاق فإنه سيتعين إجراء انتخابات جديدة. وتعد الانتخابات الإيطالية التي جرت في يومين محطة حاسمة في مسار معالجة مشاكل البلاد الاقتصادية، وكذلك بالنسبة لمنطقة اليورو. وكان ماريو مونتي رئيس حكومة غير متحزبة دعا قبل شهرين إلى انتخابات قبل موعدها، بعدما سحب سيلفيو برلسكوني دعمه للحكومة. ووعد برساني وهو شيوعي سابق بمواصلة الإصلاحات القاسية التي بدأها ماريو مونتي، ولكنه يرى بأنه على السياسة الأوروبية الحالية أن تجتهد أكثر لتحقيق النمو وإيجاد فرص عمل. وقد قلص حزب «شعب الحرية» الذي يقوده برلسكوني الفارق الذي كان يفصله عن الحزب الديمقراطي بقيادة برساني في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية، ويتوقع أن يحرمه من الأغلبية المطلقة في مجلس الشيوخ.