بلغت إيطاليا مأزقاً سياسياً مقلقاً بالنسبة الى باقي اوروبا من دون فائز واضح في انتخاباتها التشريعية، كما اقر زعيم يسار الوسط بيير لويجي بيرساني الذي فتح الباب للحركة المعارضة التي يقودها الكوميدي السابق بيبه غريلو. وتحدث مرشح اليسار لمنصب رئيس الوزراء للمرة الأولى منذ اعلان النتائج واظهر انفتاحا نحو حركة "خمس نجوم" التي احدثت مفاجأة كبيرة بفوزها بربع مقاعد البرلمان. واثار بيرساني قضايا سبق ان ركزت عليها خمس نجوم مثل اصلاح المؤسسات والأخلاق والدفاع عن الفقراء، داعيا بيبه غريلو الى ان يقول "ما يريده بالنسبة الى البلاد". ونبه بيرساني الى ان اليسار سيطرح اقتراحاته امام البرلمان "حيث على كل طرف ان يتحمل مسؤولياته". من جهته، اعلن بيبه غريلو ان حركة خمس نجوم لا ترغب في التحالف مع اي حزب بل ستصوت على الإصلاحات في البرلمان بحسب كل حالة على حدة. وتعاملت الأسواق المالية بسلبية بالغة مع هذا المأزق الحكومي في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو. وفي هذا السياق شهدت بورصة ميلانو يوما اسود واغلقت على تراجع ناهز خمسة في المئة. واكدت المفوضية الأوروبية انها تلقت "الرسالة القلقة" التي وجهها المواطنون الإيطاليون، داعية روما الى "الوفاء بالتزاماتها" المالية والإصلاحية. واعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن الأمل في ان تشكل "سريعا" حكومة "مستقرة" في ايطاليا لمواصلة سياسة الإصلاحات "التي تصب في مصلحة كل اوروبا"، في حين اكدت المستشارة انغيلا ميركل ان "ايطاليا ستجد طريقها". ويبقى المصير السياسي لإيطاليا بين يدي الرئيس جورجيو نابوليتانو الذي قد يعتبر هذا الوضع غير مستقر تماما ما يدفعه الى تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية قبل اجراء انتخابات جديدة. وشدد نابوليتانو الذي يزور ميونيخ في جنوبألمانيا على ضرورة "البدء بتشكيل حكومة جديدة على اساس بناء"، وقال: "انا واثق بأننا سننجح في ذلك لما فيه المصلحة المشتركة".