كوارث المركبات مشكلة يومية قائمة في كل ساعة.. فيها دماء تسفك، وأرواح تزهق، ودموع تذرف، وأمهات ترمل، وأطفال ييتمون، وعاهات وإعاقات، وخسائر وتلفيات، ومآس وويلات. إن بلادنا من أكثر البلدان التي تقع فيها مشاكل مرورية، ففي الإحصاءات الرسمية الأخيرة لحوادث المرور؛ ورد وقوع (6000) قتيل في أقل من سنة واحدة، وإصابة أكثر من (40000) شخص، بالإضافة إلى الخسائر المادية ؛ التي تجاوزت (24) بليون ريال. انظر إلى طرقاتنا الواسعة، وشوارعنا الفسيحة التي ازدحمت بالحديد والإطارات، وامتلأت بأشلاء السيارات المهشمة، وكثرت فيها القيادة الهمجية، والسرعة الجنونية. فكم هي الأخطاء والتجاوزات والمخالفات التي يرتكبها بعض السائقين؟ نحن لدينا السائق الجانح الذي يفتقد للعقلية، واللياقة النفسية المتزنة، يقود مركبته وهو متعب مجهد، أو قلق متوتر، أو مشغول الذهن والعينين والأذنين، فينعدم لديه الانتباه والتركيز، ويعجز عن التصرف السليم أمام مفاجآت الطريق. فالرأي هو أن نقوم بوقفة جادة، وحملة اجتماعية مؤثرة، نعمل فيها على نشر الثقافة المرورية الشاملة، وترسيخ أصول القيادة السليمة، والسير الهادئ الجميل، حتى ننعم بحياة خالية من الكوارث اليومية، والفواجع المؤلمة. د. عبدالله سافر الغامدي (جدة)