لا أعرف لما أطلق بعض الباحثين على الربيع العربي هذه التسمية، كنا نتوقع فعلا أن يكون ربيعا على بعض الشعوب التي عانت من التهميش خصوصا في تونس وسورية وليبيا. وكان المشاهد العربي ينظر بأمل وفرح إلى هذه الثورات، علها أن تجعل شعوبها أكثر أمنا واطمئنانا. لكن بعد مضي عامين على هذا الربيع «المزعوم»، لم نر نهاية كما هي نهايات الربيع بالزهور والورود، بل لم ينته حتى الآن، ومازال في كل يوم يتضرج بالدماء وسورية خير دليل على دموية الربيع التي كنا ننتظر منها الزهور. هذا ليس ربيعا إذا رأينا ما يجري في بلاد «الربيع».. إنه خريف طال أمده ولا يكاد يزول حتى يثخن الجراح في سورية بعد أن تجاوز عدد القتلى أكثر من ستين ألفا.. وما يجري في تونس يحزن له الجميع .. هذا ليس ربيعا.. اعتدنا على الزهور والأمل في نهايتة، لكننا في الربيع العربي لم نر إلا لون الدم الذي بات جزءا من حياتنا اليومية في شاشات التلفزيون.. إن ما يجري في سورية من تجاهل عالمي لمنظر القتل اليومي، يؤكد أن هذا الربيع ما هو إلا كذبة انطلت على البعض وبدأ يطبل دون أن يدرك حقيقة هذا الأمر وتداعياته المأساوية على المنطقة. بدر خالد آل شريف