أجواء ساخنة تعيشها اليمن حاليا بسبب التحضيرات للحوار الوطني الذي سينطلق في 81 مارس المقبل وتتم على قدم وساق، والذي يحرص الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على إنجاحه ويأمل أن يشكل الانطلاقة نحو تعزيز الوحدة وتلاقح الأفكار والخروج برؤى مشتركة تعمل على إنهاء الملفات الشائكة التي تواجه اليمنيين سواء كانت تتعلق بالجنوب وصعدة أو تنظيم القاعدة وطبيعة المرحلة الانتقالية خاصة بعد أن وضعت الثورة اليمنية أوزارها وشرع اليمنيون في التفكير في مستقبل بلادهم واستوت السفينة اليمنية على الجودي. في الحلقة الأخيرة من سلسلة حلقات اليمن، التقت «عكاظ» مع نائب رئيس الجنة الفنية للحوار الوطني والقيادي في اللقاء المشترك سلطان العتواني للحديث عن الترتيبات للحوار المرتقب والمعوقات التي تواجهه، حيث أكد أن الحوار الوطني هو المخرج الوحيد للأزمة الحالية التي يعيشها اليمن، معربا عن تأييده لقرارات مجلس الأمن الدولي التي هددت الرئيس اليمني الأسبق علي صالح بعقوبات وخيمة في حالة استمراره في إعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية. وأشار العتواني إلى أنه كان ينبغي على صالح أن يغادر عقب 21 فبراير وينتهي وجوده سياسيا للأبد، متهما إياه بالعمل على إعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومسارات التسوية السياسية في اليمن. وأوضح العتواني أن تنفيذ المبادرة الخليجية مستمر وفق الآلية المزمنة، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى انتهت، والثانية ستبدأ بانطلاق الحوار الوطني في 18 مارس المقبل. واعتبرا أن عدم استكمال هيكلة الجيش كان له عواقب وخيمة على أمن واستقرار اليمن. وأبدى رفضه التام لأي تدخل إيراني في الشأن اليمني قائلا: «إن بناء دولة يمينة قوية سيساهم في منع التدخلات الإيرانية في شؤوننا». وأعرب عن تقديره للمواقف النبيلة لخادم الحرمين الشريفين التي وصفها «بالحريصة على أمن اليمن واستقراره»، مشيدا بالدعم المتواصل والدائم لخادم الحرمين لإنجاح اتفاقية المبادرة الخليجية والتسوية السياسية.. فإلى نص الحوار: بداية، كيف تنظرون لمراحل تنفيذ المبادرة الخليجية وقرارات هيكلة الجيش وانعكاساتها على مؤتمر الحوار الوطني المرتقب؟. القرارات التي صدرت بشأن الهيكلة العسكرية هي واحدة من المطالب التي خرج من أجلها شباب الثورة إلى الساحات من أجل إحداث التغيير. وأعتقد أن قرارات الرئيس مهدت السبيل أمام الدعوة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني بعيدا عن المخاوف التي كان الجميع يخشاها وعوامل عدم الاستقرار التي سادت في القوات المسلحة. ومن المهم أن يكون الجيش موحدا وألا يتبع لقبيلة أو أسرة. ماهي مطالبكم الأخرى؟. لا تزال لدينا مطالب كثيرة، وما تم تنفيذه جزء يسير، ونريد أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الشخصنة والحزبية والانتماءات الأسرية. الحصانة ماذا عن موقفكم من حصانة الرئيس السابق التي يطالب شباب الساحات بإلغائها؟. أعتقد أنه من حسن حظ رئيس النظام السابق أنه حظي بما لم يحظ به أي رئيس عربي من حصانة، والتي كان هدفها أن يعيش صالح كمواطن يمني عادي، إلا أن ذلك لم يحدث، فهو يحاول إرباك المشهد السياسي وإعاقة الحوار الوطني. ونحن نؤيد بيان مجلس الأمن الذي صدر مؤخرا بفرض عقوبات على رئيس النظام السابق علي عبدالله صالح بسبب عرقلته للمبادرة الخليجية. ما الذي تمثله حصانة صالح بالنسبة لكم؟. هي في الواقع التزام بالكف عن ممارسة العمل السياسي في إطار المبادرة الخليجية وأن يتنحى عن رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام. هل يعني أن اللقاء المشترك يضغط على المجتمع الدولي لإقناع صالح بمغادرة اليمن؟. نحن نرى أنه كان على صالح المغادرة عقب 21 فبراير (بعد الانتخابات الرئاسية) وينتهي وجوده سياسيا إلى الأبد لكي لا يعمل على إعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية. سيفان في غمد واحد # هل هناك مشاورات لكم مع الدول الراعية للمبادرة الخليجية بخصوص ذلك؟. هذا السؤال يوجه للرعاة الذين يفهمون أن الحصانة منحت مقابل نقل السلطة نهائيا وعدم ممارسة صالح أي عمل سياسي. والحصانة لا يمتد أثرها إلى ما بعد 21 يناير 2012م وبعد هذا التاريخ سيخضع صالح للإجراءات القانونية عن أي ممارسة خاطئة يرتكبها، وأعتقد أن على صالح التنحي من موقعه كرئيس لحزب المؤتمر؛ لأنه لا يمكن أن يكون هناك سيفان في غمد واحد ولا يمكن أن يكون للمؤتمر الشعبي رأسان، رأس يدير اليمن وآخر يدير المشاكل. كيف تنظرون إلى مراحل تنفيذ بنود المبادرة الخليجية؟. وفقا للتقسيم الوارد في مراحل تنفيذ المبادرة الخليجية: في المرحلة الانتقالية التي انتهت بتسلم عبد ربه منصور هادي مقاليد السلطة تم تشكيل حكومة الوفاق، والمرحلة الثانية التي نحن فيها هي التهيئة للحوار الوطني الذي سيعقد في 18 مارس والاستفتاء على الدستور الجديد لكي يتم بناء مؤسسات الدولة وفقا لما يخرج به المؤتمرون من اتفاق حول شكل بنية الدولة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في فبراير 2014م. صعدة والحوار منحت اللجنة الفنية للحوار الحوثي 37 مقعدا مع أنه لا يمثل أبناء صعدة، ما هو موقفكم؟. الحوثيون لا يمثلون صعدة، لكنهم يمثلون قضية في صعدة، والتي دارت من أجلها الحروب الستة، فأبناء صعدة الحقيقيون سيأتون عبر المكونات السياسية وعبر ما أعطي لرئيس الجمهورية من مقاعد ستمنح لأبناء صعدة، ونحن ندرك أن الحوثيين لا يمثلون صعدة وإنما هي حركة. ما موقفكم من خطر التمدد الإيراني وإمكانية إنشاء ضاحية شمالية شيعية في اليمن؟. إذا أعدنا بناء الدولة على أسس وطنية وسلمية ستختفي كل هذه المظاهر. لن تكون هناك ضاحية شمالية ولا جنوبية ولا بد أن يكون هناك وطن يتسع للجميع ويمارس الجميع حريتهم وحقهم في التعبير وفقا للوسائل التي ينظمها الدستور والقانون وبشكل طبيعي، أما أن يكون لهذا الطرف أو ذاك وجودا متميزا هذا الأمر لا نقبله لا لهذا أو لذاك. والتدخل نحن نرفضه ولا نقبل به مهما كان، سواء إيراني أو غيره، نحن دولة لها سيادتها. ماذا عن مشاركة العطاس والبيض وعلي ناصر في الحوار الوطني؟ وما موقفكم من أحزاب المشترك؟. الدعوة مفتوحة للجميع، والعطاس سيشارك، وحسب المؤشرات لدينا واللقاءات التي عقدت مع الكثير منهم سواء في بيروت أو القاهرة مؤخرا تفيد أن البعض أبدى استعداده للمشاركة في الحوار، وآخرون لديهم اشتراطات، ونحن نشدد على ألا اشتراطات قبل الحوار مع أي طرف كان، وعلى أي طرف لديه مشروع سياسي أن يأتي ويطرحه على الطاولة. هل ستشارك كافة المكونات من شباب الثورة في الحوار الوطني؟. نحن لم نتجاهل شباب الثورة، وهناك 40 مقعدا في إطار النسبة المخصصة للشباب في جميع التمثيلات الحزبية، وصعدة والقضية الجنوبية ملتزمتان بالنسبة المحددة للشباب بحيث يصبح عدد الشباب في الحوار 20 في المائة وعدد المشاركات في إطار المؤتمر 30 في المائة. دعم المملكة لليمن كيف تنظرون لمواقف خادم الحرمين الشريفين ودعمه المتواصل لليمن؟. نحن لا نستغرب مثل هذه المواقف من المملكة لأن اليمن والسعودية شيء واحد ومصلحتهما مشتركة وأمنهما مشترك، فالدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين كان مميزا وهاما، والشعب اليمني لن ينسى هذه المواقف مدى الحياة؛ لأن المملكة كانت ولا تزال هي الداعمة الرئيسية في السراء والضراء، وهي أيضا الضامن للمبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. اغتيال العنزي مستنكر كيف تقرؤون حادثة مقتل الدبلوماسي السعودي خالد العنزي في صنعاء؟. إن عملية اغتيال الدبلوماسي العنزي مستنكرة وغير مقبولة، ونحن في اليمن نرفض العنف والإرهاب مهما كان مصدره، ويبدو أن هناك محاولات فاشلة لتعكير صفو العلاقات بين المملكة واليمن، وهذه المحاولات لن تنجح. ونأمل من السلطات الرسمية اليمنية سرعة الكشف عن الجهات المتورطة واتخاذ الإجراءات العقابية المناسبة ضدهم. انحسار القاعدة هل ترون أن ما جرى للقاعدة في أبين انحسار للتنظيم أو تكتيك؟. ما جرى هو انحسار وليس تكتيكا، فالدولة تعاملت مع هذه الفئة الضالة بحزم وقوة؛ لأن سيطرتها على أبين كان في غفلة من الزمن. والرئيس عبد ربه منصور هادي أدرك خطر هذه الجماعات على المنطقة الجنوبية واليمن بكامله واتخذ القرار المناسب لمواجهة مثل هذه الجماعات الإرهابية، وبهذا انحصرت القاعدة لكنها لم تختف والمطلوب حاليا الحزم واليقظة من كل أبناء البلاد. وعلى الدولة أن تركز جهدها لخلق التنمية وتستقطب كل العاطلين من شبابنا قبل أن يجدوا الفرصة المناسبة للارتماء في حضن القاعدة.