اتهمت وزيرة حقوق الإنسان باليمن حورية مشهور النظام السابق بإعاقة الحوار الوطني الذي سيلتئم في 81 مارس المقبل، وإرباك المشهد والحراك والتسوية السياسية في اليمن. وقالت حورية مشهور في حوار أجرته «عكاظ»: ما زلنا نواجه مقاومة شديدة ضد التغيير في المرحلة الجديدة واستحقاقاتها المتمثلة في البناء والتنمية من قبل النظام السابق، مؤكدة أن الحوار الوطني يتجه نحو النجاح ويسلك الطريق الصحيح وهو الوسيلة الوحيدة لإخراج اليمن من الأزمة عبر تبادل الرأي وتلاقح الأفكار بهدف الخروج بأفكار موحدة حيال القضايا التي تواجه ليمن. وأوضحت مشهور أن المراحل الانتقالية عادة ما تتسم بعدم الاستقرار، موضحة أن الحكومة الجديدة حملت تركة متراكمة وثقيلة من النظام السابق، مشيرة إلى أن الدولة اليمنية مصممة على مكافحة الإرهاب وعدم السماح للتطرف بالتغلغل في جسد المجتمع اليمني. وأشادت بدور خادم الحرمين الشريفين ودعمه المتواصل والمستمر للمبادرة الخليجية ولليمن. وأكدت أن المبادرة الخليجية تعتبر صمام الأمان لليمن، وإلى نص الحوار: بداية كيف تقرئين الوضع السياسي في اليمن ومراحل تنفيذ المبادرة الخليجية بعد الفترة الطويلة التي مرت على توقيعها ؟ في الحقيقة إن المراحل الانتقالية عادة ما تتسم بعدم الاستقرار، واليمن ما زال يحمل إرث الماضي وتراكمات السياسات الخاطئة، والمراحل الانتقالية تواجه بالكثير من التحديات والصعوبات. وعندما تشكلت حكومة الوفاق الوطني برئاسة باسندوة، كان المشهد حاضراً أمامنا، ولكن لم تكن هناك خيارات أو بدائل سوى مواجهة تلك التحديات بكل تداعياتها والقيام بمهمة إنقاذ سريعة لليمن الذي كان يعاني من التدهور الأمني والاقتصادي، ونحن نتطلع من الطرف الآخر، الذي كان موجودا في السلطة في الفترة الماضية، أن يستجيب لاستحقاقات المرحلة ويتعامل معها بإيجابية. تقصدين أن النظام السابق لم يتوافق مع المرحلة الجديدة ويسير في إطار التصادم؟ النظالم السابق فاز بالحصانة، وهذا يعود لتسامح الشعب اليمني والقوى السياسية، التي نظرت للموضوع من زاوية طي صفحة الماضي، مع أن الشباب لم يكونوا مقتنعين بذلك وما زالوا حتى اللحظة يطالبون بمحاكمة النظام السابق. وما زلنا نجد مقاومة للتغيير الذي ننشده، وما يدل على ذلك إعلان الرئيس السابق صالح بأنه سيرأس وفد المؤتمر الشعبي في مؤتمر الحوار الوطني. تقصدين أن النظام السابق يحاول إعاقة الحوار؟ نعم، وإيضا إرباك المشهد السياسي بكل الوسائل الممكنة. إذن.. برأيك إلى أين يتجه الحوار الوطني الذي سيعقد في 18 مارس المقبل؟ الحوار يتجه نحو النجاح والطريق الصحيح، خاصة بعد إقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي موعده الذي حدد في ال18من مارس القادم. الحوار والشباب ماذا عن اللجنة الوزارية التي تشكلت برئاستكم للحوار مع شباب ساحات التغيير؟ اللجنة الوزارية تشكلت من عشرة وزراء من الطرفين، وكنت العضوة المستقلة في إطار المجلس الوطني الذي يعد أحزاب اللقاء المشترك واحداً من مكوناته إلى جانب الشباب والعسكر والمشايخ والقبائل والعلماء، ولا خيارات لدينا إلا المضي في حوار هادف، يسهم في بناء يمن جديد ومستقر، فدول الجوار، بما فيها المملكة، تدرك أن استقرار اليمن ضروري للمنطقة ولا ينبغي علينا أن نرحل مشاكلنا في اليمن للخارج. والمبادرة الخليجية لعبت دوراً كبيرا في حقن دماء اليمنيين وأوجدت مسارا سياسيا توافقيا. أهداف الثورة تتحقق من خلال معرفتكم بمواقف شباب الساحات.. هل تعتقدين أنهم سيقبلون بنتائج مؤتمر الحوار؟ الشباب رفضوا المبادرة الخليجية، وكانوا يعتقدون أنها تصب لمصلحة النظام السابق، إلا أن الكثير منهم أدرك أهمية الحلول السلمية وتبقت قلة يرفضونها. وأرى أن أهداف الثورة ستتحقق بصورة مؤسسية وممنهجة ومن خلال حكومة الوفاق. كيف تقيمون دور الجيش اليمني ونجاحه في القضاء على القاعدة؟ الجيش تعامل مع العناصر المتطرفة بحزم ولعب دورا كبيرا في اجتثاث القاعدة في أبين. والدولة كانت لديها معالجة عاقلة تتمثل في فتح حوار العناصر التي لديها رغبة في العودة للطريق المستقيم. التمدد الإيراني كيف تنظرون إلى التمدد الإيراني في اليمن وإمكانية الحد من تدخلاتها؟ يجب أن تكون علاقاتنا متوازنة ومصالح متبادلة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، والتدخل الإيراني في اليمن لن يقبله الشعب، وهناك أطراف للأسف استغلت الفراغ الأمني وحالة الفقر الموجودة في اليمن ومنحت بعض الأموال للشباب لإغرائهم بالدخول في مجموعات متمردة، وهذا التدخل مرفوض جملة وتفصيلا. وإذا وجد الأمن والاستقرار فلن تكون هناك تدخلات خارجية من أي طرف، وللأسف الشديد ضعف وهشاشة الدولة جعلا إيران تعمل بشكل حثيث للتواجد في اليمن وهو ما يحصل الآن. وهناك أطراف لها أطماع في اليمن واستطاعت أن تجند عناصر يمنية لتنفيذ مخططاتها وتمرر بعض الأجندة التي تريدها وتمولهم وتسلحهم، لكن إذا استقرت الأوضاع في الدولة فإنها ستحافظ على مصالحها والعلاقات الإقليمية والدولية وسيادتها، ولقد بدأنا نتحرك في هذا الاتجاه، خاصة بعد ضبط الأجهزة الأمنية لسفينة الأسلحة الإيرانية في المياه الإقليمية اليمنية. الحوثي وصعدة يتعرض أبناء صعدة للانتهاكات والاعتقالات ونهب ممتلكاتهم من قبل جماعة الحوثي، التي تعتبر شريكة في الحوار الوطني المرتقب.. ماذا تقولون؟ كلفت لجنة عقب تلقي شكاوى وبلاغات من أهالي صعدة، وأرسل المجلس الوطني والبرلمان لجانا إلى صعدة، ولكن للأسف الشديد الحوثيون فرضوا أنفسهم كواقع مع أنهم لا يمثلون إلا مجموعة قليلة وشريحة صغيرة في أوساط سكان صعدة. سلاح الحوثي والدولة لكن الدولة صامتة إزاء سلاح الحوثي، الذي لا تزال تعززه إيران بإرسال أسلحة إيرانية لها، برأيك ما هي الأسباب؟ نحن معنيون بوزاراتنا في مجال الحقوق ونؤكد دائماً على حق الفرد العيش في بيئة آمنة في يمن خال من السلاح والحفاظ على حق الشعب في الحياة وحرية الحركة والتنقل، والعمل، وموضوع صعدة شائك ومن أهم الأجندة الوطنية، ونحن نتعامل معه من زاوية الحقوق والنازحين الذين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب الوضع غير الآمن، فالموضوع كبير وينبغي أن ننظر إليه من زاوية الأمن الوطني. لكن يبدو أن الدولة مشغولة عن الجماعات الحوثية؟ ليس كذلك، هذه إحدى السياسات الخاطئة للنظام السابق إلى جانب موضوع الحراك الجنوبي، وما حصل في صعدة واستقواء الحوثيين ووصولهم إلى ما هو أشبه بسيطرة كاملة هي من أخطاء الماضي، ولهذا فإنه يجب أن يتناول الحوار الوطني المرتقب هذه القضية بجدية فأي جماعة تعمل خارج سلطة الدولة وتأخذ السلاح ضد الدولة، يجب وقفها وينبغي عليها أن تسارع في الانخرط في العملية السياسية وتتأقلم في إطار النسيج الوطني والسياسي المدني، ولكن للأسف الحوثيون من خلال ممارستهم فإنهم يعيشون حياتهم وكأنهم دولة داخل دولة، ويتحدثون عن دولة مدنية وهم بعيدون عنها، لأن من أهم أسس الدولة عدم سيطرة القبيلة على الدولة، وأن تكون دولة قائمة على النظام والقانون والحكم المدني. كيف تقيمين واقع العلاقات السعودية اليمنية؟ العلاقات بين المملكة واليمن ممتازة وقوية وتربطنا بهم روابط الدم والجوار، والمملكة واليمن بلد واحد وتاريخ وحضارة مشتركة.