يزور جون كيري المنطقة في أولى رحلاته، بعد توليه قيادة الدبلوماسية الأمريكية، في جولة تشمل أهم مراكز اتخاذ القرار في أوروبا والشرق الأوسط.. وتشير التقارير إلى أن لقاءات الوزير كيري ستشمل أربعة ملفات: القضية السورية، عملية السلام، الملف النووي الإيراني، ومكافحة الإرهاب. وإذا كانت المنطقة متفقة إلى حد كبير على ملف مكافحة الإرهاب، فإن الآراء متباينة في الملفات الأخرى؛ ولهذا لا يتوقع أن تحدث فيها الزيارة اختراقا ملموسا ما لم تغير الإدارة الأمريكية سياستها تجاهها. فعملية السلام تحتاج إلى موقف محدد من التعنت الإسرائيلي وفرض الرؤية الأمريكية للسلام، كما يحتاج الملف الإيراني إلى موقف أمريكي أوروبي أكثر وضوحا وقابلية لتشكيل ضغط حقيقي على طهران، وتظل المسألة السورية الملف الملتهب الذي يحتاج إلى خطوات جادة تساعد على اقتلاع نظام بشار الذي دمر بلده وقتل عشرات الآلاف من شعبه وهجر الملايين. الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد أن تكرر تجربة الدخول في العراق وأفغانستان وتحمل تكاليفها السياسية والمادية، وانعكس هذا الخوف والتردد على القضية السورية. وهذا الموقف خذل الشعب السوري، وأحرج أصدقاء أمريكا في المنطقة الذين وقفوا مع الشعب السوري الرافض للظلم، حتى تصور البعض أن هذا التردد في الموقف ناتج عن مفاهمات مع إيران حول العديد من الملفات العالقة في المنطقة. ويحتاج الوزير جون كيري إذا كانت السياسة الأمريكية جادة في إسقاط بشار إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا في دعم المعارضة السورية، فالوقت يمضي لصالح بشار، والعودة إلى الوراء لم تعد ممكنة بعد كل الذي حدث، ولهذا يتوقع الشعب السوري وأصدقاؤه أن تخطو الدبلوماسية الأمريكية في اتجاه الدعم العملي للمعارضة حتى تحدث تغييرا ملموسا على الأرض. بدون هذا لن تضيف الزيارة جديدا إلى صورة الدبلوماسية الأمريكية التي عرفتها المنطقة.