تشكل المنازل المهجورة والآيلة للسقوط والسيارات الخربة المتهالكة في الأحياء السكنية في أبها ومحافظة خميس مشيط، خصوصا الشعبية منها، هاجسا لدى الأهالي، وخطرا يهدد حياة الأطفال، كونها تتحول إلى مأوى ومسكن للمجرمين من ضعاف النفوس الذين يستغلون مثل هذه الأماكن لتوزيع وبيع المخدرات، إضافة إلى أنها أصبحت مصدرا للتلوث ومرمى للنفايات والقاذورات وتكاثر الحشرات والقوارض السامة والكلاب والقطط. ومن هذه الأحياء في مدينة أبها: اليمانية وشمسان وذرة والقابل وحي لبنان، وكلها تضم الكثير من هذه المنازل المهجورة التي تحولت في معظمها إلى مرمى للنفايات والحيوانات والقوارض، وفي محافظة خميس مشيط تشهد أضعافا مضاعفة من هذه المنازل المهجورة في حي قنبر وحي الكهرباء وعتود والهرير التي أصبحت أوكارا للجريمة، ويوازيها خطورة السيارات الخربة والمصدومة والمتهاكلة المركونة في تلك الأحياء. وعبر عدد من أهالي هذه الأحياء عن استيائهم من ذلك، خصوصا أن هذه البيوت المهجورة والمركبات الخربة أصبحت مصدر قلق لديهم خوفا على أبنائهم، من ممارسات ضعاف النفوس من أصحاب السوابق في المخدرات. وقال تركي عبيد السلماني ومتعب خباب القحطاني إن الأهالي تقدموا بعدة شكاوى إلى البلديات لإزالة المخاطر التي تسببها هذه المنازل المهجورة والمركبات الخربة، خوفا على أطفالهم، ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ كل جهة ترمي المسؤولية على الأخرى دون فائدة. وأشارا إلى أنه منذ سنوات تمت إزالة السيارات من أمام المنازل في الشوارع العامة فقط، ولكنها تبقى في وسط الأحياء، ولكن بعد فترة تعود هذه الظاهرة. من جانبه، قال علي الشهراني إنه إضافة إلى الخطر الأمني الذي تشكله هذه المنازل والمركبات، فإنها أصبحت تهدد البيئة كونها تحولت مرمى للنفايات ومصدرا رئيسيا للتلوث، إضافة إلى أنها ملجأ للكلاب المسعورة والثعابين والعقارب السامة التي قد تصيب المارة عامة. وطالب الجهات المختصة في البلدية والشرطة، بوقفة جادة والتحرك بسرعة للقضاء على هذه الظاهرة من خلال الحملات على الأحياء وإزالة هذه المنازل المهجورة والمركبات التالفة التي تحاصر أحياء منطقة عسير كافة. إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول في أمانة عسير أن الأمانة قامت بحملات كبيرة منذ عام على السيارات التالفة والخربة في عدة مواقع في صناعية أبها، وفي الطرقات العامة بعد وضع إنذارات متكررة لأصحابها لإزالتها بالتنسيق مع جهاز المرور والشرطة في هذا المجال، ولكن بعد وقت قصير عادت هذه المركبات إلى ما كنت عليه. وحول المنازل المهجورة والخربة قال المصدر إن هناك مشكلة تواجه الإزالة متعلقة بالورثة وموت أصحاب هذه المنازل، إضافة إلى مشاكل كثيرة تواجه البلديات في الإزالة، حيث إنه لا يمكن إزالة أية مركبة إلا بعد التأكد من وضعها الأمني عن طريق البحث الجنائي والمرور، خصوصا أن هناك سيارات تكون مسروقة وأخرى يوجد عليها قضايا أمنية، وهذا بالطبع ليس من مسؤولية البلديات التي تنحصر فقط في الإزالة. وأضاف أنه يبقى المواطن هو صاحب الدور الأول في القضاء على هذه الظاهرة. القضاء على الظاهرة هناك حملات بين الحين والآخر بالتنسيق بين عدة جهات أمنية وتنفيذية مثل البلديات ولجان مشكلة من عدة دوائر حكومية تسعى جاهدة إلى القضاء والحد من هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على السلامة العامة، والمشوهة للمنظر العام لمنطقة عسير سواء للمركبات أو المنازل، وخصوصا واجهة المدن والمحافظات والصناعيات ومداخل الأحياء.