قد تبدو هذه صورة (بلال فضل) في كتابه (ما فعله العيان بالميت). أكثر طرافة وحكمة وهو يروي قصة موته. مواقف غاية في الجمال وهو يقول: ركبت الأتوبيس متوجها إلى مقر الأسئلة، حصل حادث، نقلونا إلى المستشفى في باص. وجدوني سليما. طلبوا مني ستمائة جنيه مقابل عدم سرقة (كليتي) عرفوا أني بعتها منذ عام. أقسموا ألا أخرج إلا بعد ما أتبرع بالدم. قلت لهم (ما ينفعش!) عضني كلب مسعور.أخذوني للقسم للتحقيق معي. في الباص أمين شرطة قبض على (الكمسري) الذي يقطع التذاكر للركاب ويأخذ الفلوس. أخذ الفلوس على اعتبار أنه (شاك) أنها مزورة ولازم يكشف عليها وغادر الأتوبيس. طيب يا ثامر إحنا ما لنا وما لهذي الحكاية؟؟؟؟ وكما يروي بلال فضل: أخذونا للتطهير شرعا وتحويلنا إلى قاضٍ شرعي بدأ حديثه بعبارة الزواج العرفي حرام ثم بدأ في مساءلتنا عن حكاية الاوتوبيس والتبرع بالدم وأنه لا بد من التوبة وعمل (عمرة) والخروج في سبيل الله والتأكد من دخول الحمام بالرجل اليسرى والدعاء عند قضاء الحاجة بالشكر والحمد. طيب يا ثامر... وبعدين كان جواب بلال للقاضي.. ما أحب العمرة.. أصل أبويه وأمي تعرضا لحادث أتوبيس جديد بين مكة والمدينة أخذوهما للمستشفى عالجوهما مشكورين والحمد لله وعادا بالعبارة (سلامة) إلا أن العبارة غرقت في البحر وماتا يرحمهما الله. صرخ القاضي.. خلاص.. تموت إزاي؟! إختر طريقة موتك. أيوه.. افتكرت.. هكذا أجاب.. موتة ربنا. نظر القاضي إلى الكاتب وطلب منه ما يلي: بعد كده أي قادم للموت لا تسألوه كيف تموت! بل كيف كنت تعيش؟. أواصل أو كفاية؟؟.. فاكس: 026946532