تعيدني قصة أوتوبيس الصديق محمد صادق دياب، التي تناولتها في مقالي يوم الأحد الماضي 4 إبريل 2010 إلى قصة أوتوبيس آخر يرويها الصديق الأستاذ محمد سعيد طيب، الحقوقي، والناشط المعروف. وإذا كان أوتوبيس الدياب قد قارب الوصول إلى محطته الأخيرة، فإن أوتوبيس «أبي الشيماء» ينبغي أن يكون قد وصل إلاَّ قليلاً؛ لأنه يغرز في السكة بحكم أنه وركابه امتطوا راحلتهم قبل اختراع الأسفلت والطرق المعبدة، حيث كانت معظم طرقنا عبارة عن كثبان من الرمال يخترقها «كفرات» السيارات التي تحرص أن لا تتعدّي أو تخرج عن هذا الخط؛ وإلاّ غاصت في الرمال، وصعب إخراجها إلاَّ بقدرة قادر!. أمّا قصة الأوتوبيس فيوردها أبو الشيماء إجابة على مَن لا يستسيغ هو أن يغشي «ثلوثيته» من الفضوليين، خاصة إذا كانوا من النوع «الغتيت» الذي تسمع منهم جعجعة دون أن ترى طحينًا، وهم مَن يشبّههم أبو الشيماء ب «قربعة الصحون»، يزعجك صوتها دون أن تستفيد من طعامها!! وهنا يواجههم بسرد حكاية الأوتوبيس. يقول الأستاذ محمد سعيد طيب مخاطبًا هؤلاء بأنه واثق بأن بعضهم على خُلق عظيم، ومزايا يصعب على أي إنسان أن يرفض صداقتهم.. لكن للأسف الشديد لا مكان لهم في الأوتوبيس الذي يشغله أصدقاؤه الذين ركب بعضهم الأوتوبيس من محطته الأولى؛ حتّى امتلأ بركابه. وأنه مع اعترافه بأن بعض هؤلاء الركاب يخجل الإنسان في أن يتعرف عليهم، أو يكونوا بين أصدقائه إلاّ أنهم ركبوا وتمسكوا بمقاعدهم، ومن الصعب إنزالهم. قصة أبي الشيماء استعملتها في الرد على السفير الروسي الذي أراد أن يقدم لي السفير الإسرائيلي في كندا، عندما كنت سفيرًا للمملكة هناك قائلاً عنه بأنه «جنتلمان»، فسردت للوسيط الروسي حكاية الأوتوبيس وبأنه لا مكان لأصدقاء جدد في أوتوبيسي؛ لكونه كامل العدد!!