وأنت على طريق حقل تبوك، يلزمك أن تضع يدك على صدرك، من مفاجآت هذا الشريان الذي أصبح وفقا لمستخدميه بمثابة كابوس نظرا للحوادث الفاجعة التي يشهدها بين الحين والآخر، إذ ارتبط اسمه بالكثير من الفواجع والتي ما زالت تعيش في الوعي المجتمعي لأهالي المنطقة. وأجمع عدد من الأهالي أن هناك مسببات للحوادث في هذا الطريق منها قدمه وتآكل طبقة الأسفلت به، فضلا عن طريق مساره، إلى جانب تعثر العمل في بعض محاوره من قبل الشركات التي تتولى صيانة الطريق، فيما دعا عدد من المسؤولين ورجال الأعمال في منطقة إلى عقد غرفة عمليات مشتركة للجهات المختصة من أجل وضع النقاط على الحروف وتوسعة الطريق الذي أصبح يحمل لقب طريق الدم وفقا لأقوال بعضهم. وتابع الأهالي أن طريق تبوك حقل مازال يخبئ المزيد من حكايات الموت والدماء، خاصة أن اسمه ارتبط بحوداث عديدة راح ضحيتها الكثيرون بسبب ضيق مساره وواقعه المتهالك، مؤكدين أن هذا الطريق يعد مسارا دولياً عبر منفذ الدرة الحدودي للقادمين من الأردن ومن بلاد الشام باتجاه المشاعر المقدسة حيث يشهد حركة مرورية كثيفة ودولية ويعد شريانا حيويا ضمن شبكة الطرق في شمال المملكة ويخدم حقل ومراكز «الزيتة وعلقان والبدع والشرف والعيينة وبئر بن هرماس بمدنية تبوك» إلا أنه ما زال يعيش حالة من البدائية والعشوائية في مساراته وتصميمه، وينتظر وقفة جادة ونية صادقة وآلية واضحة من المسؤولين لإنهاء مشكلته ووقف سيل الدماء الذي بلغ الزبا على جوانبه. وعلى الرغم من مواصلة إدارة النقل والمواصلات في مدينة تبوك بمشاريع إصلاح توسعة الطريق التي أطلقتها منذ مايقرب عقدين من الزمان إلا أن الخطوات السلحفائية لا ترقى لتطلعات المواطنين. وقال سليمان العطوي منذ مايقارب عشرة أعوام ونحن نطالع ماتقوم به إدارة النقل والمواصلات من خطوات لتعديل الطريق وتصحيح وضعه الحالي وتحويله لطريق مزدوج إلا أنه لم يتغير الكثير وإن محاولات إدارة النقل الخجولة في مدينة تبوك لا ترقى لتطلعات وآمال المواطنين خاصة بهذا الزمان الذي تعد السرعة بالإنجاز والاتقان بالعمل سمة من سماته. من جهته أوضح عبدالعزيز الفيفي أنه لا أعذار ولامبررات مقبولة لدينا في ظل الدعم والصرف السخي التي تنفقه الدولة على مشاريع البنى التحتية وأن على الجهات المختصة تنفيذ الطريق وتوسعة مساره. وفي نفس السياق أوضح كل من عبدالرحيم الجهني ومحمد حسن المطيري أن هذا الطريق ومنذ مايقارب العقدين من الزمان مازال يخطف الأرواح ويستنزف الأموال يوما بعد يوم نتيجة لمساراته الضيقة التي لايوجد بها أكتاف جانبية أو مساحة للتوقف بها في حال الضرورة ناهيك عن الافعوانية وعدم استوائه ولما يشهد من حركة مرور كثيفة فالكثير من اهالي محافظة حقل والمراكز المجاورة لها يستخدمون الطريق لتوصيل أبنائهم لكلياتهم وجامعاتهم للوصول لمطار مدينة تبوك مستشهدين بحادث مروري أليم راح ضحيته عائلة مكونة من خمسة أفراد لم يمض وقت طويل عليه كانت باتجاهها لمطار تبوك قادمة من حقل. وقال رجل الأعمال مريزيق البلوي منذ زمن بعيد ونحن ننتظر إدارة النقل بمنطقة تبوك بتحقيق وعودها وإنهاء مشكلة الطريق متسائلين بالوقت نفسه أين تذهب كل تلك الميزانيات التي تصرف لمعالجة الطريق خاصة بعد الانهيارت الأرضية التي تعرض لها الطريق في السنوات الأخيرة وصعوبة السير، وأضاف أن منطقة تبوك تشهد نهضة حضارية وإن هذا الطريق لا يواكب الحراك الكبير في التنمية بالمنطقة، مشيرا الى ان الطريق يشوه أوجه الحضارة التي وصلت لها منطقة تبوك مناشدا إدارة الطرق والمواصلات بكشف الحقائق ومحاسبة الشركات المتعثرة. مدخل للمشاعر المقدسة وقال صالح علي الحويطي من أهالي مركز الزيتة أنه لا يكاد يمر يوم إلا ويشاهد فرق الهلال الاحمر وقد هرعت للإنقاذ على الطريق واصفاً الطريق من خلال عشرة عمر امتدت لعشرات السنين بطريق (الدم) على حد قوله ويضيف شاع المثل الشعبي حول هذا الطريق بسبب كثرة الحوادث والجثث التي سالت دمائها على قارعته حتى بات يقال عنه «الداخل فيه مفقود والخارج مولود». وكشف الناطق الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر السعودي بمدينة تبوك حسام الصالح عن متوسط الحالات التي باشرتها فرق الهلال الأحمر بمركز الزيتة خلال 6 أشهر الماضية، موضحا أنها بلغت 61 حالة منها 36 حالة انقلاب 22 حالة تصادم معتذرا عن تقديم إحصائية لعدد الوفيات قائلا: هذا من اختصاص أمانة منطقة تبوك التي تنقل الجثث بسيارة الشرشورة لكن الطريق فعلا طريق الموت حيث إحصائية الوفيات تبدو ملفتة للنظر. تعثر المشروع وفي سياق متصل بطريق الدم أوضح رئيس المجلس البلدي بمنطقة تبوك جمال الفاخري أن دور المجلس البلدي يقتصر على المشاريع في منطقة تبوك وأن لا وصايا للمجلس على إرادة إدارة الطرق والمواصلات بالمنطقة مشيرا إلى أن الطريق يعاني من ضيق في مساره وقال: نتفق مع المواطنين بأن هناك تعثرا بالمشروع ولانعرف أسبابه وهو بحاجة لوقفة جادة لإنهاء مشكلته نتطلع لغرف عمل مشتركة مع إدارة النقل والمواصلات لمناقشة بعض الاشكاليات الخدمية التي تعنى بوزارة النقل وسبل حلها.