سيطر الغسالون على الشارع العام في مدخل ريع ذاخر من جهة المعابدة بمكةالمكرمة، ليتحول الموقع أشبه بمغاسل السيارات على امتداد الطريق، في وقت بدت العمالة السائبة غير مهتمة بمخلفات المياه التي تشوه المشهد وتنخر الشارع العام ليتحول بعد فترة وجيزة إلى مطبات وتعرجات. واعتبر أهالي الحي انتشار العمالة في المنطقة حول الشارع إلى مستنقعات لا يمكن تخطيها، حيث أشار صالح المسعودي إلى أن العابر للشارع يتابع الأمر بعين الحسرة، في ظل عدم القدرة على التدخل للحفاظ على الشارع العام، «فيما يمتد انتشار الغسالين إلى الشوارع الداخلية، ويتزايد عددهم يوما بعد يوم ولا نرى رادعا لهم». ورفض كل من عبدالله المسعودي ومحمد الزهراني وصف الشارع العام بأنه شارع الغسالين، الأمر الذي يجد معه الأهالي حرجا في وصف منازلهم للزوار، مطالبين بتكثيف الرقابة لمنع انتشار هذه العمالة. واستغرب أبو نايف أن يكون انتشار الغسالين بالقرب من مقر أمانة العاصمة المقدسة، ما يجعلهم ظاهرين للعيان، وليسوا متخفين في الشوارع الجانبية مما يصعب ملاحقتهم، مبينا أنه كان يجب على مسؤولي الأمانة التدخل لحسم الظاهرة التي في حال امتدادها تفقد الحي الكثير من مقوماته وفي مقدمة ذلك الشوارع التي يتم الصرف عليها وسفلتتها بملايين الريالات. لكن خالد البيشي الذي اعترف بأنه يداوم على غسيل سيارته في الشارع العام، فيرى أن الإقبال على هؤلاء كبير في ظل ارتفاع أسعار مغاسل السيارات النظامية «هؤلاء لا يتقاضون سوى 10 ريالات أو 15 ريالا على أقصى تقدير، فيما المغاسل النظامية تتقاضى 20 ريالا على أقل تقدير، والنظافة يدوية ولا تختلف، فلماذا نلجأ للغالي في ظل وجود الأرخص في الشوارع»، لكنه أكد أن حسم الأمر من شوارع مكة كلها والتدخل لتخفيض قيمة الغسيل في المغاسل والرقابة عليها، كفيل بحسم الظاهرة. وفي الخط الموازي أوضح مصدر مسؤول من جوازات مكة أن حملات الجوازات متكررة وبشكل مستمر للقضاء على ظاهرة العمالة المخالفة الذين يمتهنون غسيل المركبات في الأماكن العامة، مطالبا المواطنين بعدم التعامل معهم للحد من هذه الظاهرة بشكل كامل.