لم تقتصر أضرار غسالي السيارات المخالفين في جدة على تلوث البيئة، بانتشار مستنقعات المياه الراكدة التي يخلفونها في مواقع نشاطهم، بل امتدت أخطارهم إلى إرباك حركة السير، وتشويه المواقع الحيوية في العروس، فضلا عن العراك الذي يحدث بينهم أثناء سباقهم للظفر بأكبر قدر من الزبائن، يأتي ذلك في وقت أنحت أمانة جدة باللائمة في انتشار الغسالين المخالفين على المواطنين الذين يستعينون بهم في غسل سياراتهم. وأكد محمد باعشن أن عددا من مخالفي أنظمة العمل والإقامة حولوا مواقف سوق حي المكرونة إلى موقع لهم يمارسون فيها غسيل السيارات بطريقة مخالفة، ما نشر المستنقعات في المكان وحولها إلى بؤر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة. وبين أن أعداد أولئك الغسالين يزداد يوما بعد آخر، لافتا إلى أن أضرارهم لم تقتصر على تلويث المكان وإرباك حركة السير فيه، بل يسطون على المياه المساجد ليستخدموها في الغسيل. وكشف أنهم يعملون بشكل منظم ما يدل على وجود استراتيجية يعملون وفقها، محذرا من أن تكون جذورها تمتد إلى أوطانهم. إلى ذلك، شكا مرعي بن محفوظ من انتشار ظاهرة غسيل السيارات في حي الشرفية والكندرة، خصوصا تحت الجسور، ملمحا إلى أن بعض مخالفي أنظمة العمل والإقامة يخالفون الأنظمة ويزاولون غسل المركبات أمام مرأى الجهات المختصة. وقال ابن محفوظ: «لا يحتاج المشاهد سوى النظر إلى الإسفلت، ليرى التأثير السلبي الذي يحدث الغسالون في الطرق»، مشيرا إلى أن مستنقعات المياه التي يخلفونها تتسبب في تآكل الطبقة الأسفلتية وتحدث حفر وندوب في الطرق. بينما، حذر محمد العتيبي من انتشار غسالي السيارات في حي المروة الجديد، لافتا إلى أن أعدادهم تزداد يوما بعد آخر، مشيرا إلى أنه أصبحوا الواجهة الأولى التي يراها زائروا جدة عبر المطار. وطالب بوضع حد لهم وإبعادهم من الموقع الحيوي، لاسيما أنه يشوهونها بالمستنقعات الراكدة، فضلا عن العراك الذي يحدث بينهم باستمرار بالظفر الزبائن. وحث الأهالي على عدم الاستعانة بهم في غسل سياراتهم، مشيرا إلى أن ذلك بنعش سوقهم ويسهم في انتشارهم، مطالبا بالتعامل مع المغاسل الرسمية المرخصة بدلا من مجهولي الهوية. بدوره، أفاد محمد الشمراني أن عددا من مخالفي أنظمة العمل والإقامة استحوذوا على أجزاء واسعة من المواقع الحيوية في شارع المحجر جنوبجدة، وحولوها إلى مغاسل، غير عابئين بالتلوث الذي يحدثونه في المكان، لافتا إلى أن نشاطهم يمتد حتى ساعات متأخرة من الليل، مطالبا بوضع حد لهم قبل تفاقم أخطارهم. في المقابل، أكد مصدر في أمانة جدة أنها تنظم حملات بين فينة وأخرى، بمشاركة قطاعات حكومية أخرى مثل الجوازات والمرور، للقضاء على هذه الظاهرة انتشار الغسالين في شوارع المحافظة، مشيرا إلى أن أولئك المخالفين لن يجدوا لهم مكانا يعملون فيه إذا ما تعاون المواطن والمقيم مع الجهات الحكومية للقضاء على هذه الظاهرة.